ختام الموسم الأول

الحلقة الثانية عشر
12
في هذه الحلقة من بودكاست عنان نختم موسمنا الأول بملخص الموسم التي حاورنا فيها ضيوف يتمتعون بخبرات كبيرة في مجالات متعددة، والذين جاوبوا على كل الأسئلة التي تشغل أذهان الشباب، وحدثونا عن الفرص العديدة المتاحة أمام الشباب، وتفتح لهم أبواب المستقبل الواعد، انطلاقًا وتحقيقًا لرؤية المملكة 2030.

البودكاست في السعودية
تشهد المملكة زخمًا كبيرًا في صناعة "البودكاست"، ففي السنوات الأخيرة زاد عدد برامج البودكاست بشكل كبير، وزاد عدد المستمعين أيضًا، فوفقًا لدراسة حديثة فإن هناك أكثر من 5 ملايين مستمع منتظم للبودكاست داخل المملكة.

وأظهرت دراسة أجرتها شركة " Rising Giants Network" تحت عنوان "استهلاك البودكاست في المملكة العربية السعودية 2021" أن 67٪ من مستمعي البودكاست في المملكة يستمعون مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، بينما يستمع 30٪ منهم إلى البودكاست على أساس يومي، ويستمع 22٪ منهم إلى البودكاست ثلاث مرات في الأسبوع.

وأظهرت الدراسة أن أعمار المستمعين تراوحت بين 25 و34 عامًا بنسبة 72%، يليهم أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و54 عامًا، بنسبة 71%.

ونظرًا لتزايد إقبال الشباب على الاستماع إلى البودكاست، فقد اخترنا في مؤسسة"مسك" هذه الوسيلة التي نرى أن أمامها مستقبل واعد  لنقدم للشباب بودكاست "عنان" الذي حرصنا من خلاله أن نناقش كل الموضوعات التي تفيد شبابنا، ونجيب عن كل تساؤلاتهم حتى يتسنى لهم اختيار الفرص الملائمة من بين كل الفرص التي تتيحها المملكة الآن.

كيف تختار عملاً تُبدع به؟
وفي حلقتنا الختامية اخترنا أن نقدم لكم ملخص لكل الحلقات، والتي استضفنا فيها نخبة من الخبراء في كافة المجالات للحديث عن موضوعات تهم كل الشباب، ومن بينها كيف تختار العمل الذي يناسبك.

وحتى يختار الشخص العمل المناسب يحتاج أن يدرك أولاً سمات شخصيته، لأن لكل منا سمات شخصية معينة تجعله يبدع في مكان ما، والعمل الذي يناسب أحد الأشخاص ليس بالضرورة أن يناسب الآخر والعكس.

ولا يقتصر النجاح في العمل على تطوير المهارات العملية فحسب، بل من المهم أن يتحلى الشخص بالذكاء العاطفي الذي يمكنه من فهم مشاعره ومشاعر الآخرين والتعامل معها، بالإضافة إلى القدرة على التحكم في انفعالاته، وهو ما يؤثر على إنتاجيته وإنتاجية من حوله.

كيف ترى الحياة بعد التخرج؟
وما بين الواقع والتوقعات المبالغ، يحتاج الشباب أن يتحلوا ببعض المرونة التي تمكنهم من تجربة العمل في مجالات أخرى غير تخصصاتهم، من أجل التعلم واكتساب الخبرات، لأن الكثير من تصوراتهم وتوقعاتهم الخاطئة عن سوق العمل تتغير وتصحح بعد التجربة، فبعد الطالب عن سوق العمل يعطيه تصورات غير دقيقة، لابد أن يجرب ويخوض ويحاول ويخطئ أيضا، وإلا بناءً على ماذا يتوقع أن يتوظف بمجرد أن يتخرج.

فرص القطاع الثالث
ومع تزايد وعي الشباب بالدور الذي يجب أن يقوموا به لصالح المجتمع، كان لابد لنا من حديث خاص عن القطاع الثالث والمكون من مؤسسات غير ربحية، وميزة هذا القطاع أنه قطاع واعد لأنه يعمل كمكمل للقطاع الحكومي ويتكامل مع القطاع الخاص، لهذا فهو خيار جيد لمن يبحث عن النجاح والتطوع في نفس الوقت، كما يقدم هذا القطاع فرصًا وظيفية مجزية للشباب.

تغيير بيئة العمل
ومثلما يحتاج الشباب لتجربة وظائف عدة للاستقرار في النهاية على المهنة التي تناسبهم، يحتاجون أيضًا لفهم بيئة العمل التي تناسبهم.

ومن الجلي أن بيئات العمل تغيرت كثيرًا بعد رؤية 2030، وأصبحت الجهات الحكومية وموظفيها ينافسون الشركات الخاصة، بما لديها من أفكار وكفاءات وتطوير، لكن في النهاية لا توجد بيئة عمل مثالية مئة في المئة، كما لا يوجد ما يُسمى ببيئة العمل الإيجابية أو السلبية، وإنما بيئة العمل الي تناسب كل شخص.

مزايا العمل المرن
وأصبحت العديد من بيئات العمل تقدم ميزة هامة للعاملين بها وهي ميزة العمل المرن، وهو النظام الذي بدأ بشكل نظامي في المملكة في 2020، ويمكّن الشباب من العمل بنظام ساعات بعلاقة تعاقدية قصيرة الأجل، ويتيح لهم العمل بجدول عمل مرن وسلس حسب الاتفاق بينهم وبين الشركة.

ويوفر التدريب والعمل الجزئي ميزة كبيرة أيضًا  للشباب في الجامعة وقبل الجامعة حتى، والتي تتمثل في اكتساب المهارات الشخصية، مثل الذكاء الاجتماعي، من خلال التعامل مع الناس والتجربة المباشرة، بعيداً عن الدراسة الأكاديمية.

ومن المهم أن يحاول الشباب متابعة الأشخاص الذي يرونهم قدوة لهم، حتى ولو كانوا بعيدين عنهم، في شبكات التواصل الاجتماعي سهلت هذا الأمر كثيرًا، فإذا كان تخصص الشاب على سبيل المثال في المجال المالي، فمن المهم أن يتابع الأشخاص المتخصصين في المالية، حتى يتعلم أكثر عن تخصصه.

اترك أثرًا مستدامًا
أصبح الشباب الآن يدركون أهمية عدم الاكتفاء بمهنة تحقق لهم دخلاً فحسب، وإنما عمل يجعلهم يتركون بصمتهم الخاصة، لذا خصصنا إحدى حلقات موسمنا للحديث عن أهمية ترك أثر مستدام.

ولا ينقص شباب المملكة الهمة أو المهارات، لكنهم يواجهون تحديًا كبيرًا يتمثل في الانتقال من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ، وهو التحدي الذي يحتاجون للتغلب عليه من أجل ترك أثر يدوم ويبقى.

وأساس الفجوة بين التخطيط والتنفيذ هو غياب الفكر الاستراتيجي عند الشباب، وذلك لاعتقادهم بأن التفكير والتخطيط الاستراتيجي وغيرهما، هي مهارات خاصة بالقيادات، وينبغي تعلمها بعد عمر الأربعين

الشباب استخدام الذكاء الاصطناعي
وفي ظل التطور التكنولوجي الكبير الذي يعيشه العالم، ربما يشكل الذكاء الاصطناعي هاجسًا لدى الشباب وربما يراودهم تخوفًا من أن يحل محل الإنسان في سوق العمل، لكن في الحقيقة قد يلغي الذكاء الاصطناعي بعض الوظائف الروتينية لكن بالمقابل سيكون التركيز على الوظائف الإبداعية و الممكنة للمنظومة.

وبعد اعتماد رؤية 2030 للذكاء الاصطناعي كاستراتيجية أساسية، أصبحت هناك الكثير من الوظائف تتمحور حول «البيانات»، مثل خبير البيانات، ومهندس تعلم الآلة، وأخصائي حماية البيانات

صفات القائد المحنك
ولا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تتخذها قيادتنا لدفع كل شاب لأن يكون قائدًا، وليس بالضرورة أن يولد  الشخص قائدًا بالفطرة، فالقيادة مثلها مثل أي شيء آخر، يمكن أن يكتسبها الشخص، ويمكن كذلك أن يفقد مهاراتها إذا لم يمارسها، أو يعمل على تنميتها.

ويمكن أن يتعلم الشباب المهارات القيادية من خلال الدورات التدريبية ومقاطع الفيديو والكتب، كما من المهم أن يبادر الشباب بتولي دور قيادي، فالقيادة لا تقتصر على تولي منصب معين، بل من الممكن أن يطور الشباب حسهم القيادي بقيادة فريق تطوعي، لأن العمل في المجالات الاجتماعية والخيرية متاح للجميع، وبالتالي يمكن لأي شخص أن يختبر قدراته القيادية عبرها.

كيف تصيغ فكرة مشروعك
ومع كل الفرص التي تتيحها المملكة لشبابها الآن، بات من السهل أن يكون كل شاب قائدًا لمشروعه الخاص، لكن كيف يصيغ الشباب أفكارهم وكيف يطلقون مشروعات ناجحة؟ 

وفي الحقيقة لا يعتمد نجاح المشروع على وجود فكرة جيدة فحسب، بل هناك هناك عوامل كثيرة أخرى يستلزمها نجاح أي مشروع، بما في ذلك التمويل.

ومن بين مصادر التمويل المتعددة المتاحة أمام الشباب والتي يمكنهم أن يستفيدوا منها في بداية حياتهم: مدخرات رائد الأعمال نفسه، وأهله وأصدقائه، والمستثمرين الملائكة، بالإضافة إلى أداة دعم هامة يمكن أن يستفيد منها كل رواد الأعمال الشباب وهي مسرعات الأعمال.

أن تترك أثرًا وتربح معًا
ومع زيادة وعي الشباب بالقضايا المجتمعية، زاد انتشار مفهوم "الاستثمار الاجتماعي"، والذي يمكنهم من استثمار أموالهم وجهدهم في مشروع يحقق لهم الربح، ويساهمون في ترك أثر كبير على المجتمع  ومستدام في الوقت نفسه.

ويمكن للشباب دخول هذا المجال عبر مسارين، أولهما أن يكون لديهم رأس مال كافِ لاستثماره في مشروعات ريادة الأعمال الاجتماعية .

وثانيهما أن يقوم الشباب ببناء حل مبتكر ومستدام لتحدٍِ اجتماعي معين، وتكمن الوصفة السحرية للنجاح في هذا المجال في أن يكون الشاب شغوفًاً جداً بفهم المشكلة وحلها، وأن تكون هاجسه الأساسي الذي يسعى طوال الوقت لإيجاد حل لها.

كن مواطنًا عالميًا
ومن الواضح بشكل كبير أن المملكة لا تستهدف حدودها فحسب، بل تريد لشبابها أن يمتد أثرهم خارج حدودها ويكونوا مواطنين عالميين يساهمون في حل المشكلات العالمية وفي ترك أثر عالمي.

و يعد كل الشباب السعوديين مواطنين عالميين، لأن وجودهم القوي في العالم الرقمي جعلهم منفتحين على العالم، ومطلعين على ما يحدث حولهم، ومدركين لمكانهم.

ومن المهم أن يعد الشباب أنفسهم جيداً لتمثيل السعودية في المحافل العالمية، لأن وجودهم في هذه الأماكن مسؤولية كبيرة، والاستعداد يكون بالبحث وامتلاك المعلومات الصحيحة، وأن تكون لديهم النية للمساعدة في حل التحديات العالمية.

عنان يشارك في جولة مسك
ولأن ختامها مسك فقد اخترنا أن نختم موسمنا الأول بعدد من الجولات حول المملكة منها جدة والدمام والمدينة المنورة التقينا خلالها بشباب وقادة مؤثرين، حدثونا أكثر عن رؤيتهم للفرص المتاحة الآن في المملكة للشباب في ظل رؤية 2030، ومستوى التعليم، وريادة الأعمال، وتمكين المرأة السعودية.

بودكاست
يستضيف بودكاست عنان خبراء ليجيبوا على أسئلة توجيهية من مختلف المجالات والصناعات التي تهم الشباب السعودي. ستقدم كل حلقة أفكارًا ونصائح ومشاركة الخبرات لتساعدك في رسم ملامح مستقبلك
logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات