using MiskFoundation.BLL.Custom;

كيف تقود فريقك دون أن يراك؟

إضاءة تبين أهمية بناء علاقات إنسانية عميقة بين القادة وفرق العمل كجزء أساسي من القيادة عن بعد، وتوضح كيف يمكن للقادة تعزيز الثقة والانتماء من خلال ممارسات بسيطة وجهود مستمرة.
 
 

في عالم تحركه التقنية والعمل عن بُعد، تغيرت مفاهيم القيادة بشكل جذري وكبير! ولم تعد القيادة مجرّد الحضور الجسدي أو الجلوس بين الفريق ومتابعة المهام بشكل شخصي وإعطاء الأوامر والتوجيهات، بل أصبحت تعتمد على مهارات تجمع بين التأثير، والثقة، والابتكار. وفي عصرنا الحالي، يقف القادة أمام سؤال محوري:

كيف يمكن أن تقود فريقك بفعالية بينما تفصلك عنهم الشاشات والأسلاك؟

القيادة عن بُعد ليست تحدي جديد فرضه العمل الرقمي، بل هي فرصة لابتكار أسلوب إبداعي يعتمد على أدوات رقمية ولغة تواصل مفتوحة وأكثر مرونة بين القادة وفرق العمل. وفي هذه الإضاءة، سنتعرّف على القيادة الرقمية وكيف يمكن للقائد بناء علاقات قوية مع فريق العمل وتحقيق الأهداف دون الحاجة إلى الوجود الفعلي أو المتابعة المستمرة.

ما معنى أن تقود فريق دون أن يراك؟

أن تكون قائد فريقك دون أن يراك يعني أن تبني تواصل قوي يعتمد على الدعم والثقة بدلاً من الحضور المادي أو الجسدي، أو أن يكون هناك أسلوب قيادي يجعل الفريق يشعر بوجودك، حتى في غيابك، ويتحمّل مسؤولية الأعمال الموكلة إليه ويسعى إلى إنجازها دون الحاجة إلى التوجيه أو المتابعة المستمرة. القيادة الرقمية تُبرز قدرات المدراء والقياديين على تحفيز الفريق وإلهامهم من خلال أدوات تواصل ذكية وفعّالة، وخطط عمل واضحة، وإيمان عميق بإمكانات أفراد الفريق.

لكن ما يميز هذا النمط من القيادة هو التحول من الرقابة المباشرة إلى تمكين الفريق، وهنا يصبح التركيز على النتائج أكثر من الإجراءات، وعلى تشجيع الأفراد لاتخاذ قرارات مستقلة بهدف تسريع العمل وتحقيق الأهداف المرجوة. ولأن هذا التحول يتطلب بناء أساس قوي، فإن أول خطوة للنجاح في القيادة عن بُعد تبدأ من: الثقة.

ما هو دور الثقة بين القادة وفرق العمل؟

الثقة هي العنصر الذي يُبنى عليه كل شيء في القيادة فعندما يثق أعضاء الفريق في قائدهم، فإنهم يصبحون أكثر التزامًا وإبداعًا واستعدادًا لبذل الجهد وتقديم المزيد والاستمرار في العطاء، ولكن الثقة ليست شيء يمكن اكتسابه وبناءه بسرعة، حيث إنها نتيجة تراكمية تُبنى من خلال أفعال واضحة ومستمرة وجهود دائمة في عملية التواصل الفعّال مع أعضاء الفريق! ويبقى السؤال.

كيف نبني الثقة؟ يكمن الجواب في الشفافية والوضوح والتواصل الإنساني. على القائد أن يحدد أهدافه بدقة، وأن يكون صادق بشأن التحديات التي تواجهه، والالتزام بالوعود الصغيرة التي يقدمها للأعضاء، حيث إن هذه السلوكيات تٌبين للفريق أن قائدهم يمكن الاعتماد عليه وأنهم يعملون مع شخصية متزنة وواضحة، ومع الوقت، تتحول هذه الأفعال البسيطة إلى أساس متين يمكن للقائد والفريق الاعتماد عليه.

لكن الثقة وحدها ليست كافية، لأنها تحتاج إلى تغذيتها بعلاقات قوية تجعل الفريق يشعر بأنهم أكثر من مجرد زملاء عمل. وهذا يقودنا إلى:

بناء علاقات تتجاوز المهام

الثقة تُبنى من خلال الأفعال والسلوكيات، ولكن العلاقات تُزهر بالاهتمام والرعاية. العلاقة المتينة بين القائد وأعضاء الفريق أساس مهم للتعاون الحقيقي والإبداع المشترك والنقاشات الثرية والمبادرات العملية، فعندما يدرك القائد أن الفريق ليسوا مجرد مجموعة من الموظفين يقومون بأعمال موجهة إليهم، بل أفراد لديهم احتياجات وأهداف خاصة، وهم أيضًا شخصيات مختلفة، فإنه يبني حجر أساس لترابط إنساني وأخويّ قوي بينه وبين فريق العمل.

القائد الذي يتواصل مع أعضاء فريقه كـ "أشخاص" وليس فقط كـ "موظفين" ينجح في خلق بيئة يشعر فيها الجميع بالانتماء والتقدير، وهذا الشعور لا ينعكس فقط على الأداء بشكل إيجابي، بل يزيد من ولاء الفريق، لأنهم يدركون أنهم ليسوا مجرد أدوات لإنجاز العمل، بل شركاء يُقدَّرون ولهم مكانتهم وقيمتهم في المنشأة.

لكن كيف يمكن للقائد تعزيز هذه العلاقة؟ الإجابة موجودة في التفاصيل الصغيرة التي تتكرر كل يوم! مثل: السؤال عن الأحوال الشخصية، حتى لو كان بشكل بسيط كالسؤال عن العائلة وعن صحتهم أو السؤال عن الأبناء ودراستهم، هذا النوع من الحوارات يمكن أن يخلق شعور عميق بالاهتمام، كما أن الاحتفال بالنجاحات الشخصية، مثل مناسبات التخرّج أو قدوم مولود جديد أو أي إنجازات فردية. التفاعل معها ومشاركة الموظفين فرحهم بإنجازاتهم الشخصية يُظهر تقدير للجانب الإنساني للعضو وليس فقط لجهوده المهنية وهذا يساعد بشكل كبير على تعزيز العلاقة بين القائد والأعضاء.

وهنا 9 أفكار يمكن الاستفادة منها وتنفيذها لتعزيز العلاقة الإنسانية مع فريق العمل:

أفكار لتعزيز العلاقة مع فريق العمل

في الختام هذه الرحلة ليست مجرد سلسلة من الأفكار أو الخطوات البسيطة، بل هي التزام مستمر يتطلب حضور ذهني وعاطفي من القائد لإدارة فرق العمل بذكاء وإنسانية، ومع مرور الوقت، ستٌثمر هذه العلاقة في بيئة عمل مُلهمة تُشجع على الابتكار، وتُزيل الحواجز بين القائد وأعضاء فريقه، وتجعل العمل ليس مجرد واجب، بل شغف والتزام مشترك يسهم فيه الجميع.

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات