using MiskFoundation.BLL.Custom;

نشر الثقافة القائمة على البيانات بين الشركات السعودية

إطلاق العنان لقوة البيانات
تُعد عملية تبني الثقافة القائمة على البيانات أمراً بالغ الأهمية والحيوية للشركات السعودية، وذلك كي تتمكن من الازدهار تحت سقف العصر الرقمي
 
 

تلعب البيانات دوراً جوهرياً في تحقيق النجاح في خضم العالم الرقمي المتسارع التغيير الذي نعيشه حالياً، أي ينبغي على الشركات استثمار وتسخير البيانات لتعزيز قوتها. وبفضل عمليات تحليل البيانات الاستراتيجية، أصبح بالإمكان تشكيل الرؤى الرئيسية القادرة على فتح الباب واسعاً أمام اتخاذ القرارات المستنيرة والمدروسة، ورفع مستوى الكفاءة، والتفوّق بتقديم تجارب متميزة للعملاء. ورُغم ذلك، لم تُبادر الكثير من المؤسسات السعودية إلى التبني الشامل والكامل لمفهوم الثقافة القائمة على البيانات. وعليه، ستسلط هذه المقالة الضوء على مدى أهمية بناء ونشر الثقافة القائمة على البيانات، وخاصة بين القادة الشباب السعوديين، كما أنها ستقدم مجموعة من النصائح الفعّالة والمفيدة للبدء في هذه الرحلة التحوّلية.


أهمية الثقافة القائمة على البيانات

لم يعد تبني المنهجية القائمة على البيانات مجرد توجه شائع، بل حاجة ضرورية للشركات السعودية كي تتمكن من البقاء ضمن سباق المنافسة. لذا، فإن الاستثمار في البيانات وعمليات التحليل والتقنيات المناسبة أصبح بمثابة خيار جوهري لتحقيق النجاح على المدى الطويل. وإليك فيما يلي بعض الأسباب الرئيسية التي تقف وراء أهمية تبني المنهجية القائمة على البيانات:

  1. إطلاق العنان للقدرات غير المستثمرة: تخوض المملكة غمار الثورة الرقمية حالياً، وذلك بتوليد بيانات هائلة، بمعدلات غير مسبوقة. لكن، بتبني المنهجيات الصحيحة، ستتمكن الشركات من إطلاق العنان بقدرات الهائلة لهذه البيانات، والارتقاء بمؤسساتها نحو الأفضل. واستناداً لنتائج دراسة أجرتها شركة "ماكينزي الاستشارية"، نجد بأنه من الأرجح أن تتمكن المؤسسات التي تستثمر الرؤى القائمة على البيانات من استقطاب عملاء جدد أكثر بـ 23 مرة من نُظرائها التي تستقطب العملاء بطرق أخرى.
  2. تعزيز تجارب العملاء: أضحت معرفة متطلبات العملاء وتفضيلاتهم أمراً بالغ الأهمية على وقع رُحى الأسواق شديدة التنافسية. إلا أنه بتطبيق المنهجيات القائمة على البيانات ستتمكن الشركات من اكتساب رؤى أعمق حول سلوك العملاء، ما يُتيح لهم إمكانية تخصيص عروضهم، وإطلاق حملات تسويقية هادفة، وتوفير تجارب استثنائية للعملاء.
  3. توجيه الابتكار والمرونة: يُعد استثمار القرارات القائمة على البيانات من الطرق الذكية والفعّالة لدفع عجلة الابتكار، والحفاظ على مرونة الشركة، فهي تُوفر القدرة على تحديد التوجهات، واكتشاف الفرص الناشئة، واتخاذ القرارات المستنيرة والمدروسة التي من شأنها الحد من المخاطر.


نصائح إرشادية للبدء في بناء الثقافة القائمة على البيانات

يتطلب إيجاد وتبني الثقافة القائمة على البيانات الأخذ بعين الاعتبار الأفراد والعمليات والتقنيات المتواجدين في بيئة العمل بشكل عام، فهذه المنهجية الشاملة والمتكاملة ضرورية لضمان النجاح المؤسسي على المدى الطويل. وإليك فيما يلي بعض النصائح الإرشادية القابلة للتطبيق لبدء هذه الرحلة التحوّلية:

  1. تعزيز المعرفة بالبيانات: شجع أعضاء فريقك على تنمية مهارات المعرفة بالبيانات، وذلك بواسطة تنظيم ورش العمل والدورات التدريبية، وذلك في سبيل تعزيز خبرتهم في مجال تحليل البيانات، وبرامج التصوّر، والتقنيات ذا الصلة. وعليك الاستثمار في المصادر الرقمية بما فيها الدورات التدريبية عبر الإنترنت، كتلك التي توفرها منصة "داتاكامب" DataCamp، وتضم مجموعة واسعة ومتنوعة من الدورات في علوم البيانات وفرص التعلّم التفاعلي.
  2. إنشاء حوكمة البيانات: ينبغي تطبيق ممارسات قوية لحوكمة البيانات، وذلك من أجل ضمان دقة وسلامة وأمن البيانات، إلى جانب تحديد نطاق المناصب والمسؤوليات بشكل واضح، تطبيق معايير جودة البيانات، فرض لوائح خصوصية للبيانات، مثل إرشادات "الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي" SDAIA. ومن المفيد أيضاً الاستعانة بالبرامج والتطبيقات المتقدمة مثل أنظمة إدارة البيانات، وذلك من أجل تبسيط سير عمل البيانات وضمان الامتثال.
  3. تبني عمليات تحليل البيانات: عليك استخدام برامج وتقنيات تحليل البيانات الحديثة لفهم طبيعة بياناتك، فالأنظمة مثل Tableau وPower BI تُمكّن الشركات من تصوّر البيانات بفعالية، وتحديد الأنماط، ووضع الرؤى القيمة. كما أن تطبيق "مؤشرات الأداء الرئيسية" KPIs القائمة على البيانات، ومراقبتها بانتظام، ستتيح لك فرصة تتبع مسيرة التقدم في اتخاذ القرارات المدعومة بالبيانات.


التغلب على التحديات

قد تُواجه مسيرة بناء الثقافة القائمة على البيانات بعض التحديات، لكن بتبني الفكر الصحيح والالتزام المستمر، بالإمكان التغلب على هذه العقبات. وإليك فيما يلي بعض التحديات والاستراتيجيات المستخدمة لمعالجتها:

  1. المقاومة الثقافية: قد يُقاوم بعض الموظفين مشروع التغيير، أو قد تُرهقهم فكرة العمل بالبيانات بحد ذاتها. لذا، عليك تعزيز ثقافة الشفافية، والتشاركية، والتعلّم المستمر للحد من أثر المقاومة. كما ينبغي تشجيع فرق العمل متعددة الوظائف على مشاركة قصص نجاحهم، مع التركيز على إظهار الأثر الإيجابي لعملية صنع القرار القائمة على البيانات.
  2. صوامع البيانات: يتم الاحتفاظ بالبيانات في العديد من المؤسسات ضمن أنظمة وإدارات مختلفة، ما يؤدي إلى تشكل صوامع البيانات. عليك البدء بتفكيك هذه الصوامع من خلال تنفيذ استراتيجيات تكامل البيانات، مثل تبني مستودع بيانات مركزي. ومن الأهمية بمكان تشجيع التشاركية والتعاون بين مختلف فرق العمل والإدارات، وذلك لتمكين التدفق الحر للبيانات.
  3. قابلية التوسع: في ظل نمو حجم البيانات الخاصة بمؤسستك سيتحتم عليك الأخذ بعين الاعتبار مدى قابلية مؤسستك للتوسع وحفظ البيانات. لذا، يجب الاستفادة من الحلول القائمة على السحابة مثل "خدمات أمازون ويب" AWS أو "خدمات مايكروسوفت أزور" Microsoft Azure، القادرة على توفير بنية تحتية مرنة وقابلة للتوسع من أجل تخزين البيانات وتحليلها.


تُعد عملية تبني الثقافة القائمة على البيانات أمراً بالغ الأهمية والحيوية للشركات السعودية، وذلك كي تتمكن من الازدهار تحت سقف العصر الرقمي. وبإطلاق العنان لقوة البيانات، ستتمكن المؤسسات من دفع عجلة الابتكار، وتعزيز تجارب العملاء، واكتساب الميزة التنافسية في الأسواق. كما أن اتباع النصائح الإرشادية المذكورة أعلاه، ستتيح للقادة الشباب السعوديين إمكانية وضع الأسس القوية للثقافة القائمة على البيانات، ما سيمهد الطريق أمام فرق عملهم ومؤسساتهم نحو النجاح. وتذكر، أن مفتاح الطريق نحو المستقبل يملكه من يستطيع تسخير قوة البيانات للكشف عن الرؤى، واتخاذ القرارات المستنيرة والمدروسة.

إضاءات ذات صلة

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات