هل شعرت مسبقًا بأنك لا تنتمي لمكان العمل بالرغم من استحقاقك لذلك؟ أو أن شخصًا ما سيكتشف تحايلك وإدّعاءك بمهاراتك؟ إن مررت بذلك من قبل، فأنت ممن قد مرّوا بمتلازمة المحتال.
تٌعرّف متلازمة المحتال بأنها أي نمط نفسي يشك فيه المرء بنفسه وإنجازاته، مما يجعل الخوف ينمو بداخله بالرغم من وصوله لمكانة عالية بمهنته، أو بالرغم من كفاءته وتحقيقه لإنجازات كبيرة ،حيث يبعث الخوف بنفسه أنّه شخص مٌحتال، وهو سبب تسميتها بهذا الاسم.
لا يقتصر التأثير السلبي لمتلازمة المحتال على الرضا النفسي للفرد فقط، بل إن المشكلة قد تتفاقم إلى أعراض جانبية كالقلق والتوتر، أو مشاكل أكبر كالاكتئاب وحالات اخرى غيرها. أظهرت أحد الدراسات أن ٨٨٪ من الطلاب الحاصلين على شهادة الدكتوراه بعلم النفس قد صرحوا بأنهم مروا بأعراض متلازمة الاحتيال، مما يدل على أنها متلازمة شائعة.
تظهر متلازمة المحتال بالأشخاص بمختلف الصور، لذا يجب علينا معرفة كل صورة له وتحديدها حتى نتمكن من التعامل معه. تنقسم صور متلازمة المحتال إلى ٤ أنواع:
الساعين للكمال: هم من لا يرضون بأي شيء يقدمونه ويكون لديهم شك دائمًا بأنهم كانو يستطيعون الوصول لنتائج أفضل، ويميلون بالعادة إلى التركيز على كل أخطائهم.
الأبطال: يشعرون بالنقص فيما يتعلق بأدائهم مما يدفعهم إلى تقديم أكثر من طاقتهم.
الخبراء: ليسوا راضين بمستواهم العلمي وقدراتهم المهنية، ويحاولون دائما الوصول لمراحل عالية من الإدراك.
المنفردون: يفضلون العمل لوحدهم دائمًا ويتفادون طلب المساعدة حتى لا يظهروا بمنظر الضعفاء أو الغير متمكنين.
بالرغم من شيوع متلازمة المحتال إلا أن المصابين بها ما زالوا يحققون العديد من النجاحات بجميع المجالات، فقد صرحت السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة ميشيل أوباما مسبقًا عن تجربتها مع هذه المتلازمة بإحدى اللقاءات وذكرت كيف قامت بتخطيها.
لا يوجد أي سبب واضح لشعور الأفراد بهذه الأعراض، لكنه من الأرجح أن بذل جهد أكبر لنفي هذا الشعور لن يكون أمرًا مفيدًا، بل إنه سيؤدي للشعور بالإرهاق والاحتراق.
سنعرض إليك في هذا المقال بعض الحلول التي تم إثبات فعالياتها لمواجهة متلازمة المحتال والتخلص منها:
قد تؤثر متلازمة المحتال على تصور الأشخاص لأنفسهم، مما يؤدي إلى الإعتقاد لأن إنجازاتهم هي مجرد ضربة حظ ليس إلا. تقوم هذه الخطوة على تذكير هؤلاء الأفراد بأن الإنجاز ما زال إنجازًا بغض النظر عن حجمه أو التقدير الذي تلقاه عليه، عند ذكرك لكل إنجازاتك واحدًا بعد الآخر وتكرارها ذهنيًا ستلاحظ تخلصك من من التصورات السلبية تجاه نفسك، إضافةً إلى إستعادة الثقة بنفسك.
عندما تراودك الأفكار السلبية قم بتسجيلها أو كتابتها، ثم قم بالتحقق منها. إذا كان لديك هاجس بأنك تعمل ببطء على سبيل المثال قم بمقارنة الوقت الذي أمضيته على مهمة ما وتناسبه مع مقدار ما قمت بإنجازه، من المهم أيضًا أن تنمى لديك القدرة على التمييز ما بين شعور القلق الزائف ومصادر القلق الحقيقية حتى لا تنجرف وراء قلقك.
يجب عليك أن تضع فكرة عدم وجود أي شخص كامل في ذهنك دائمًا، حتى لا تُتعبك فكرة الوصول للكمال وتُشغلك عن الوصول للنجاحات، عليك التفكير بشكل موضوعي حتى تستطيع تحقيق إنجازاتك دون أن تتغلب عليك مخاوفك وتنجرف وراء هاجس الكمال.
إن هذه المتلازمة شائعة بشكل كبير، ومن الأرجح أنك قد قابلت عدة أشخاص مروا بهذه التجربة مسبقًا. يمكنك الاستفادة من ذلك عبر تواصلك معهم لمناقشة تجاربكم والتعرف على الطرق التي قاموا بتخطي هذه التجربة بها. بالرغم من اختلاف التجارب الشخصية بين من يعانون من المتلازمة إلا أن طرق التعامل معها قد تتشابه.
قامت الباحثة بسيمة توفيق بذكر نقطة مهمة بإحدى دراساتها المتعلقة بمتلازمة المحتال، ألا وهي أن الكثير من الناس يتصورون أن إصابتهم بمتلازمة المحتال قد تسبب عائقًا لهم أو تقلل من فاعليتهم بالعمل، لكنه لا يوجد بالواقع أي اختلاف ملموس ما بين المصابين بالمتلازمة ومن لم يُصب بها، مما يعتبر مؤشرًا جيدًا.
عند تطبيقك لهذه الخطوات يمكنك التحكم بالأفكار السلبية وقت حصولها، كما أن الاستمرار على ذلك يساعدك على تحقيق إنجازات أكبر والتخلص من خوفك عند تركك لمنطقة الراحة.
قٌم بتذكير نفسك أيضًا بالتركيز على ما تنجزه بشكل شامل، ولا تُسهب في التفكير بهذا الشعور، فنحن على يقين أنك تقوم بعمل جيد.