تطمح مؤسسة محمد بن سلمان "مسك" إلى رعاية مفكّري المستقبل بالمملكة وتزويدهم بفرص الازدهار عبر تخصصات مختارة، ويعد برنامج الإعداد لنخبة الجامعات واحدة من المبادرات التي تدعم القدرات الأساسية وتطوير الشباب. لطالما حلمت بالدراسة في إحدى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية المرموقة، وبعد ما وجدت فرصة للحديث مع الخريجين السابقين والاطلاع على تجاربهم في المسارات التحضيرية للدراسة، والدعم في الأنشطة اللامنهجية، شعرت بالحماس لخوض ذلك بنفسي.
يقدّم البرنامج العديد من التحديات والتجارب الحيوية لتوسيع آفاقنا وتهيئتنا نفسيًّا وأكاديميًّا بالتزامن مع جلسات إرشادية تنمّي من مهاراتنا الشخصية وتساعدنا في تقديم الطلبات الجامعية بالخارج، فعلى المستوى الشخصي، جعلني البرنامج التحضيري أكثر التزامًا وانضباطًا، أما مهنيًا فساهمت الموارد التي يوفرها في أن أكون مرشحة أكثر كفاءة وتأهيلًا.
أخطط للحصول على درجة علمية في الفيزياء الفلكية والعمل في قطاع الفضاء، وساعدني البرنامج في تحديد وجهتي المستقبلية عبر مساعدتي للانضمام لمعهد العلوم البحثية والمشاركة في برنامج بحثي تنافسي لطلاب الثانوية لمدة ٦ أسابيع مقدم من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومركز التميز التربوي. ولأنضم للبرنامج كطالبة دولية، كان عليّ أن أحصل على منحة دراسية، فترشيح مسك لي منحني فرصة التقديم على البرنامج الرائع.
بعد قبولي في البرنامج، أتيحت لي الفرصة للمشاركة في مشروع بحثي في الفيزياء الفلكية مع مرشد من معهد ماساتشوستس كاليف للفيزياء الفلكية. كانت تجربة لا تصدق، وسّعت مداركي ونظرتي للفيزياء الفلكية والبحوث.
لا تتوقف سلسلة الدعم المؤدية للنجاح هنا، ففي أكتوبر الماضي، دُعيت لإلقاء خطاب في المؤتمر الفضائي لمنظمة حلف شمال الأطلسي بعنوان "القدرات الفضائية والتحديات الأمنية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". من خلال مشاركتي تشرفت بلقاء قادة الفضاء في المنطقة، وتأكدت بأن تطلعات المنطقة في قطاع فيزياء الفضاء ستصبح حقيقية! وأنا ممتنة لدعم مسك في برنامج الإعداد لنخبة الجامعات الذي أهلني لتلك اللحظة!
هدفي النهائي هو المساعدة في تطوير قطاع الفضاء وتعزيز أبحاث علوم الفضاء في السعودية، حيث أطمح في يوم من الأيام إلى وضع منهج مختص بعلوم الفضاء في المسارات الثانوية.
ختامًا، إن كنت مهتماً ببرنامج الإعداد لنخبة الجامعات، لا تتردد بتقديم طلب الالتحاق، ولا تجعل الخوف من الرفض عثرة في طريقك، وتذّكر دائمًا أنه مهما كانت النتيجة، سيكون الفوز حليفك إن عملت بجهد وإخلاص.
نصيحة نوران:
في صغري، لم ألقَ التشجيع الكافي لأتخصص في الفيزياء الفلكية لندرة الفرص في المجال بالسعودية؛ لكننا اليوم نعيش في عصر جديد بدأت فيه الهيئة السعودية للفضاء بالكشف عن برامج وأنشطة نوعية تتناسب مع نمو القطاع المستمر، وأثق بأنني سأكون قادرة على المساهمة فيه مستقبلاً.
لذلك، أنصحك بالمضي في السعي نحو تحقيق طموحاتك، وإن لم تكن شائعة حاليًا، لأنك ستمثل التغيير الذي يحتاجه المستقبل.