مشروع نهائي فريد من نوعه

المشروع النهائي يساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030
يتحدى المشروع النهائي لبرنامج قادة 2030 المشاركين لتحويل أفكارهم إلى حلول عملية وقابلة للتنفيذ وتركز على الأهداف الرئيسية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030.
كيف يمكن لبرنامج تطوير القيادات أن يكون أكثر ملائمة وتفرداً ويحقق تأثيراً أكبر؟ 

 

كان هذا هو التحدي الذي طرحته مؤسسة محمد بن سلمان ("مسك") على فريق المشروع لدينا، للتأكد من أنَّ برنامج "قادة 2030" (البرنامج الرئيسي الجديد للقادة من "مسك") قادر على أن يحقق أثرًا حقيقيًا في المملكة العربية السعودية؛ لا سيما وأنَّ تصور برنامج "قادة 2030" قد وُضع بحيث يعمل البرنامج على بناء القادة الذين سيساهمون في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وهي مبادرة التحول الوطني الأكثر طموحًا وتطلعيةً من نوعها في المملكة.

 

من هذا المنطلق، سعينا إلى تصميم مقوم أساسي للبرنامج، من شأنه تطوير طرق جديدة للتفكير والعمل، وفي الوقت ذاته تدعيم المعرفة والمهارات التي يمكن تطبيقها في المواقف الواقعية التي تتعرض لها المملكة.

 

ومن هنا، كانت بداية المشروع النهائي.

 

تحديد الهدف الأسمى

انصب تركز فريق البرنامج – ويتألف من مؤسسة "مسك " وأكسنتشر وإيساد ومجموعة من الشركاء الأكاديميين – على ابتكار المشروع النهائي برؤية ترتكز على محورين: أولهما تعريف المشاركين بطرق عمل جديدة من الممكن تطبيقها في مؤسساتهم، وثانيهما المساهمة في تعزيز رؤية السعودية 2030 من خلال منح المشاركين الفرصة للتصدي لتحديات حقيقية في سياق الرؤية. بهذه الطريقة، سيستفيد المشاركون من البرنامج على المستويين الشخصي والمهني، وفي الوقت ذاته سيكون البرنامج ملهمًا لهم لإحداث تأثير هادف في المملكة.

 

عمد فريق البرنامج إلى تصميم مشروع نهائي، يكون مقومًا ذا غاية كبرى لبرنامج "قادة 2030"؛ بحيث يستحضر السياق المحلي في الصف الدراسي، من خلال انخراط المشاركين كليًا في القضايا والمسائل ذات الصلة، وقيامهم بدراسة التحدي وفهم طبيعته والنظر فيه من أبعاد مختلفة، ومن ثم اقتراح أفكار وحلول عملية وقابلة للتنفيذ.

 

وخلال مدة البرنامج (9 أشهر)، سيجري دمج المشروع النهائي بجميع الوحدات الدراسية، إذ إنَّ هذا المشروع ليس مجرد دراسة حالة موسعّة، بل إنَّه يعمل على إثراء تجربة القادة ويركز على تطوير الأفكار المبتكرة القابلة للتطبيق، والتي من شأنها أن تترك أثرًا في رؤية السعودية 2030.

 

الوصول إلى المواضيع المناسبة

ولأن المشروع النهائي يهدف إلى تعزيز رؤية 2030، فقد أسندنا محاور مرتبطة بالرؤية للمجموعات المشاركة في المسارين في كل دفعة.

اخترنا بعناية محاور تتعلق بالتحديات التي يجب حلها، وحددنا مستهدفات لابد من تحقيقها من أجل دعم تحقيق الأهداف الرئيسية لرؤية 2030، والتي تتضمن في الدفعات الحالية: الذكاء الاصطناعي، والسياحة، والمدفوعات الرقمية والطاقة الخضراء.

 

ومن أجل اختيار محاور المشروع من بين هذا الكم الهائل من الأهداف التي حددتها المملكة، ركزنا على دراسة الأهداف التي تنطوي على فجوات حالية من ناحية التقدم والطموح؛ فوقع الاختيار على المحاور التي تنطوي على الفجوات الأكبر، وتعيَّن على المشاركين معالجتها عبر تطوير حلولهم الخاصة. مثلا: إذا كان طموح قطاع السياحة هو زيادة عدد الزوار بمعدل 70% في عام 2025، وكان مع الحالي يبلغ 60%، فلن تكون هناك حاجة للنظر في هذا المحور، بينما إذا كان نسبة المعدل الحالي هو 15%، فإنَّنا سندرج هذا التحدي في المشروع النهائي.

 

التعلم من الخبراء

وللمساعدة في تقديم منظور أكثر شمولية حول المحاور والتحديات، وجهّنا دعوة إلى عدد من المتحدثين الزائرين– أي شركائنا الإقليميين والعالميين في قطاع الأعمال والقطاع الحكومي – وهم يقدمون دعمهم للمشاركين، عبر صقل مهاراتهم وتوطيد معرفتهم وإرشادهم إلى أنسب طريقة للتعامل مع التحديات. من بين هؤلاء المتحدثين: خبراء من القطاع العام، وجمعيات، وشركات ناشئة، ومؤسسات قطاع خاص، والتي تتضمن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، ووزارة السياحة، ووزارة الطاقة، وأرامكو، وماستركارد، وماريوت، ومايكروسوفت على سبيل المثال. 

 

مصمَّم خصيصًا لكبار القادة

بما أنَّ المشاركين في برنامج "قادة 2030" هم من القادة السعوديين المتميزين يتميزون بدرجة عالية من الكفاءة، كان من المهم إضافة قيمة إلى رحلتهم القيادية.

 

من أجل ذلك، صممنا المشروع النهائي ليكون موزعًا على المحاضرات المختلفة في البرنامج؛ ومرتبطاً ارتباطاً وثيقًا بكفاءات البرنامج. وبهذه الطريقة، يتسنى للمشاركين الانخراط الدائم في المشروع والتفاعل المستمر مع مجموعاتهم من خلال الوحدات التدريبية، مع منحهم وقت كافي لدمج الدروس المستفادة في حياتهم العملية خارج إطار برنامج "قادة 2030".

 

بالإضافة إلى ذلك، يتم مراعاة خبرات المشاركين السابقة قبل تحديد المجموعات التي يشاركون فيها؛ ليدفعهم التحدي الذي يجب عليهم التصدي له للخروج من منطقة راحتهم، وتمكينهم من المزيد من النمو والتطور.

 

وتتمثل إحدى العوامل الأخرى الفريدة للمشروع في أنَّه يؤلف بين القدرات القيّمة من جهة، وبين رؤى وأفكار القادة على مختلف خلفياتهم من الجهة الأخرى؛ وهذا التعاون بين العقليات ووجهات النظر والتجارب، على اختلاف أشكالها، يساعد في تحقيق نتائج جديدة ومبتكرة بكل مرحلة من مراحل الرحلة.

 

رحلة مليئة بالابتكار

إنَّ إلهام هؤلاء القادة لتطوير أفكار مبتكرة هو جزء مهم من المشروع النهائي؛ فعلى مدار البرنامج، يتبنى المشاركون منهجية ونهجًا جديدين يعتمدان على التفكير التصميمي.

 

فضلاً عن أنَّ هذه المنهجية – المتمحورة حول الإنسان والتي بلغت الغاية في الإبداع – تشجع على التعاون والاختبار المتكرر واستخدام نهج تشعّبي -تقاربي divergent-convergent طوال رحلة الابتكار.

 

ويتطلب هذا النهج من المشاركين استكشاف القضايا على نطاق واسع ومتعمق قبل اتخاذ إجراءات أكثر تركيزًا. وفي مرحلة ابتكار الأفكار، يعني ذلك أن يطوَّر المشاركون أفكارهم باستخدام المعرفة المستمدة من خبراتهم المهنية وفي جلسات الصف الدراسي، ومن ثم يتم حصر تلك الأفكار ما إن يحدد المشاركون القيمة المقترحة.

 

الخطوة التالية هي مرحلة تشعبية تقاربية أخرى، وهي عبارة عن مرحلة تجريب، تشترك فيها المجموعة بابتكار الفكرة وتنقيحها أكثر، من خلال عملية تكرارية. بعد ذلك، يرسم المشاركون الخطوط العريضة لخطتهم للتوسع، إلى أن يضعوا تفاصيل متطلبات "المنتج في صورته الأساسية ذي الصلة" وفقا للسياق السعودي والتحدي المحوري الذي يتعين عليهم معالجته.

 

وما إن يصبح المنتج في صورته الأساسية واضحاً، يتعين على المشاركين تقديم فكرتهم وعرض تأثير الفكرة على رؤية 2030 وتعزيزه لها، وذلك باستخدام مهاراتهم في السرد القصصي لتقديم المنتج وعرضه بطريقة إبداعية أمام قادة البرنامج وضيوفه من الخبراء. وبعد مداولات مستفيضة، يصبح بالإمكان عرض الأفكار المتميزة على صناع القرار الرئيسيين في المملكة، حتى تتاح الفرصة لتنفيذها على أرض الواقع.

 

قادة 2030 وما بعدها

يومًا بعد يوم، وعامًا بعد عام، تقترب المملكة العربية السعودية شيئًا فشيئًا من تحقيق تطلعات رؤية 2030. ونحن ندعو قادة المملكة العربية السعودية لمواصلة هذا التقدم؛ إذ إنَّ المملكة بحاجة إلى النوع المناسب من القادة بمختلف القطاعات والصناعات، من أصحاب المرونة الفكرية والسلوكية، القادرين على وضع تصورات لحلول جديدة أفضل وأنسب ومواصلة الرحلة حتى النهاية، من أجل تحقيق هدفهم المحدد منذ البداية.

 

وسيسهم المشروع النهائي في إعداد هؤلاء القادة، لأنَّه جزء لا يتجزأ من برنامج "قادة 2030"؛ فما من مشروع نهائي آخر تم تصميمه على نحو هادف لتمكين القادة المتميزين من صقل المهارات الصحيحة وطرق التفكير السليمة ذات الصلة بالمملكة وبتحقيق رؤية السعودية 2030.

المؤلف
دافيد كابيتانيو، رئيس فريق المشروع النهائي لبرنامج "قادة 2030"، أكسنتشر مبتكر أولًا، عمل ديفيد مستشاراً لأكثر من 10 سنوات. ساعد المؤسسات الكبرى في الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا لإضافة القيمة من خلال أفكار جديدة. قام بإعداد وتنسيق جهود شبكة أكسنتشر للابتكار في الشرق الأوسط. متخصص في استراتيجية الابتكار والمشاريع والابتكار المفتوح وإدارة النظام البيئي.
logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات