بعد مضي فترة على توظيفك وتحقيق تقدم ملحوظ وكسب المهارات بفضل إصرارك ومثابرتك، ستأتي اللحظة التي تسأل فيها نفسك: متى سأحظى بترقية؟
هذا سؤال وجيه وفي محله تمامًا، لا سيما وأنك تبذل قصارى جهدك للمساهمة في نجاح شركتك، غير أن الإجابة عليه غالبًا ما تكون معقّدة بعض الشيء؛ حيث يرتقي البعض السلم الوظيفي بسرعة أكبر من غيرهم عبر اتباعهم منهجيات استراتيجية وذكية على هذا الصعيد، بينما قد يترقى البعض الآخر ببساطة كنتيجة لوجودهم في المكان والزمان المناسبين، مثل ظهور شاغر جديد بشكل مفاجئ، ولا بد من ملئه بأقصى سرعة ممكنة. وفي كافة الأحوال لا داعي للقلق، فثمة طرق عديدة للتطوّر المهني، وما عليك سوى المثابرة والتركيّز والتحلّي بروح إيجابية.
ولكن ضع في حسبانك أنّك قد تواجه صعوبات في الحصول على ترقية وظيفية خلال العام أو العامين القادمين (2021-2022) كنتيجة لآثار الجائحة على الاقتصاد العالمي، والتي قد تستغرق بعض الوقت حتى تتراجع حدتها.
وبالطبع لا يعني ذلك استحالة الحصول على ترقية، فالتحديات غالبًا ما تترافق مع فرص جديدة، حتى أن هذه الظروف العصيبة هي ما سمح لبعض الشركات بالتألق؛ حيث تعلّق ليندزي بولاك، المدرّبة المهنية والمؤلفة المدرجة على قائمة ’نيويورك تايمز‘ لمؤلفي الكتب الأكثر مبيعًا، على هذه النقطة بالقول:"....لعل أروع ما في الأمر هو أن هذه الشركات حققت نجاحًا باهرًا بالرغم من الظروف، لتخرج من الأزمة أقوى من أي وقت مضى". ولا تنسَ أن المعنويات الإيجابية هي التي تحمل الإنسان إلى مبتغاه في نهاية المطاف، حتى في خضم الاضطرابات والأزمات الاقتصادية.
إليك بضعة نصائح حول تسلّق السلم الوظيفي بسرعة وكفاءة أكبر
كن متفوّقاً في موقعك الحالي
من المفيد دومًا أن تكون متفوّقًا في منصبك الحالي قبل حصولك على ترقية لمستويات أعلى، وذلك عبر إقدامك على خطوات مثل تنفيذ مهام إضافية، أو طلب تلقي بعض الدورات التدريبية الداخلية التي تعود بالنفع على الشركة، ولكن احرص دومًا على صياغة أفكارك المتعلقة بنمو الشركة وطرحها بأسلوب جيّد. بهذا الشكل ستدرك الشركة صعوبة الاستغناء عنك، بينما سترى الإدارة فيك شخصية قيادية تستحق الترقية إلى مرتبة أعلى.
كن مثالاً يحتذى به
التزم بالعادات المهنية الإيجابية مثل الدقّة والتنظيم والاحترام في الرد على رسائل البريد الإلكتروني، والتواجد في الوقت المحدد للاجتماعات، فذلك سيلفت الأنظار إليك كموظف لامع. ونسديك نصيحة ذهبية: تجنّب النميمة والخوض في السياسة ضمن أوساط العمل، مهما كانت رغبتك شديدة لذلك، فقد يرتد الأمر عليك سلبًا ويقوّض ثقة الآخرين بك.
ابحث عن الحلول
يشعر أصحاب العمل بسرور كبير عندما لا يكتفي الموظفون فقط بالإشارة إلى المشاكل، وإنما يقترحون حلولاً لها، فهذه المبادرات تنم عن روح ريادية وثقة كبيرة، وهي عناصر هامة للحصول على الترقية. لذا عندما تلاحظ وجود مشكلة أو نقص معيّن، فلا تتردد في البحث عن حلول مبتكرة وطرحها على رئيسك في العمل.
روّج لنفسك لدى أصحاب القرار
فكّر كما يفكّر روّاد الأعمال، وأنجز ما يتجاوز إطار مسماك الوظيفي وما هو متوقع منك، واحرص على أن يكون الأشخاص المناسبون على علم بما تبذله من جهود ليدركوا أهميتك بالنسبة للشركة. أي أن الأمر يقتضي ترويّجك لنفسك بأسلوب منصف ونزيه، مع توخّي الأخلاقيات المهنية في التعامل مع زملائك بالطبع! بعبارة أخرى، يجب أن تكون أنت "اللاعب" و"المشجع" في الوقت نفسه، كي تطلق العنان لقدراتك المهنية.
الطريقة المثلى لتعلم سُبل تحقيق النجاح في العمل هي التعلم من تجارب نجاح سابقة.
استعرض إنجازاتك
لا تنسَ إعداد قائمة بنجاحاتك وإنجازاتك كي تثري بها سيرتك الذاتية عند طلب أي ترقية، حيث قد تشمل القائمة إنجازات من قبيل إطلاقك مبادرة ذكية وفرّت مالًا على الشركة، أو عملك لساعات إضافية من أجل تحقيق هدف لصالح الشركة. ومن المهم أن تتضمن القائمة أرقامًا توثّق ما قمت به بالتفصيل، لتعطي صورة واضحة عن أهميتك بالنسبة لشركتك.
التواصل أولاً وثانيًا وثالثًا
اغتنم كل الفرص السانحة لبناء وترسيخ جسور التواصل مع كافة الأطراف المؤثرة، فذلك من شأنه تسريع تطورك المهني. احرص على تمضية الوقت مع أشخاص ترى فيهم قدوة جديرة بالاتباع، مثل الشخصيات المؤثرة التي تحوّل الأفكار النظرية إلى واقع ملموس.
وكما تقول كريستي هيدجز، خبيرة التواصل والمتحدثة ومدربة المهارات القيادية الشهيرة، في حديث لها لمجلة ’فوربس‘: "إن قانون التشبيك والتواصل قوّي جدًا! إذا أردت أن تكون ذكيًا، رافق الأذكياء، وإذا أردت أن تكون مديرًا متميّزًا، أمضِ وقتك مع هذا النمط من المدراء".
تعلّم ممن سبقوك
يعتبر إدراكك لمكانتك الحالية من أهم العناصر التي ستساعدك على الترقي المهني، حيث يتوجب عليك إمعان النظر في سلوكيات من تلقوا ترقيات مهنية خلال السنوات القليلة الماضية؛ حاول إيجاد القواسم المشتركة بينهم من خصال شخصية وإنجازات وعادات، وابحث عن سر نجاحهم، فهذه النظرة العميقة من شأنها تعزيز فرصتك لنيل ترقية أيضًا. كما أن الشفافية تعتبر فكرة جيّدة عمومًا، لذا لا ضير في مصارحة مديرك المباشر حول رغبتك بالحصول على ترقية وتأكيد مدى جديّتك على الصعيد المهني. صحيح أنك لن تحصل على الترقية فورًا بهذه الطريقة، ولكن مديرك سيضعك على قائمة أولوياته.
قد تشعر أحيانًا بأن التطوّر المهني يكاد يكون وظيفة بدوام كامل بحد ذاته! لذا اسعى دومًا لتأكيد تميّزك عبر مواكبتك أحدث التطورات والتغيرات في سوق العمل، لتطوّر مهاراتك وقدراتك بأسلوب يمدّك بالثقة الكافية للمطالبة بترقيتك التالية. ويجسّد برنامج "الإعداد الوظيفي" من ’مسك‘ طريقة سهلة لاكتساب كافة المهارات المطلوبة، بما فيها مهارات التفاوض التي قد تساعدك على صعود الدرجة التالية في السلم الوظيفي.
هل استمتعت بقراءة هذه المقالة؟
شاركنا برأيك أو أسئلتك على
