دعنا نطرح عليك السؤال التالي: ما الذي يجعل شخص ما قائدًا مؤثرًا؟ يبدو هذا السؤال وكأنه سؤال بسيط، ولكن الموضوع أعمق مما يبدو عليه في حقيقة الأمر.
نلاحظ القادة منذ الصغر، فهناك قادة في ملعب الأطفال، ذلك الطفل الذي يهوى تنظيم جميع أصدقائه لمباراة كرة قدم، وهناك أيضًا قادة في عائلتك مثل تلك الخالة التي تتولى دائماً تنظيم خطط تجمعات الأقارب في العيد.
وبينما نتقدم في العمر، هناك من يكون قائدًا بالفطرة وهناك من يحتاج بعض التدريب. فيمكن لأي شخص أن يكون قائدًا إذا عمل على تدريب مهاراته بالشكل الصحيح. ويكمن السؤال هنا في أي نوع من القادة تريد أن تكون؟
من المهم أيضًا التفكير في كيفية مواكبة التغيرات ومتطلبات القيادة في المستقبل. قدم مؤخرًا عمر نجار، المدير التنفيذي للبرامج في مؤسسة محمد بن سلمان "مسك"، رأيه الحكيم بصدد هذا الأمر في Arabian Business.
نعتقد أنه من المهم جدًا دراسة أنواع القيادة المختلفة قبل القيام بتطوير أسلوبك الخاص. قد تشعر أنك تميل إلى صفات أحد الأساليب عن الآخر وتحاول أن تتبناه لكي تصبح القائد الذي تريده، أو من يعلم، قد تقرر المزج بين أكثر من أسلوب لتكون قائدًا ذي طابع خاص
عندما يفكر الناس في مصطلح "القائد العظيم" أول كلمة تأتي على بالهم هي "القوة". يجسد القائد الأوتوقراطي المعنى الحقيقي للقوة وهو معروف دائماً بالحزم.
شعارهم هو"افعل كما أقول" وبالفعل يستطيعون أن ينجزوا المهام على أكمل وجه، فالقوة في القيادة هي أمر ضروري. ولكن الجانب السلبي الوحيد هو أن هذا الأسلوب يمكن أن يتسبب في ضياع الفرصة في سماع رأي مفيد من أحد أعضاء فريق العمل.
إذا كنت من النوع الذي يستطيع إنجاز المهام في الموعد المحدد مع الحرص على الالتزام بالقواعد، فقد تجد نفسك تتبنى بالفطرة أسلوب القيادة البيروقراطي.
يمنح هذا النوع من القادة فريقهم شعورًا بالاستقرار، لأنه غير محتمل أن تبتعد عن الإجراءات المحددة أو تقوم بأي تغيير مفاجىء في سياسة العمل. ويكمن الجانب السلبي هنا أنه أسلوب صارم للغاية بحيث ينسى القائد إعطاء مساحة لمرؤوسيه للإبداع وتقديم أفكار جديدة.
يقوم هذا النوع من القادة بتمكين الموظفين ومحاولة إطلاق العنان لقدراتهم. فهم يستخدمون التشجيع كأداة لهم في القيادة بدلاً من استخدام السلطة الصارمة. ودائمًا ما يلجأ هذا النوع من القادة إلى عبارات مثل "هل فكرت في تجربة هذا؟". يقدم هذا القائد القليل من المساعدة والتوجيه لفريقه، لكي يساعدهم على تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من خلال اكتشاف المزيد من قدراتهم وما يستطيعون فعله بأنفسهم.
يتميز هذا النوع من القادة بكونه محبوبًا ومشهورًا ضمن فريق العمل، ولكن الجانب السلبي الوحيد هو أنه في بعض الأحيان يمكن أن يفتقر الحزم والصرامة وقت الحاجة.
دائماً ما يحث مرؤوسيه على المناقشة ودائم الإجابة على أسئلتهم. ولكن، يبقى دائماً الرأي الأخير له. يخلق هذا النوع من القيادة مستوى عال من الولاء لدى الموظفين نظراً لشعورهم أنه يتم سماعهم وتلبية احتياجاتهم.
الجانب السلبي المحتمل هو أن يعتمد الموظفون بشكل كبير على قائدهم الذي يعتبرونه بمثابة "الأب" مما يتسبب في الحاجة إلى الكثير من الإشراف.
لتحقيق هذا الأمر عليك دائمًا بتدريب مهاراتك القيادية ومحاولة التكيّف مع مواقف العمل المختلفة. أفضل طريقة لمواصلة التعلم والنمو هي الاختلاط بالأشخاص أصحاب الفكر المماثل. تقدم مؤسسة مسك فرصة رائعة للقادة لكي يتواصلوا من خلال برامج مميزة مثل برنامج الخبراء الوطنيين السعوديين وبرنامج القادة التنفيذيين 2030.
ستؤدي معرفتك ببعض أنواع القيادة المختلفة إلى زيادة وعيك بأسلوب قيادتك الفطري أثناء تعاملاتك اليومية، بل وسيسمح لك بتغيير سلوكك والتكيف عند الضرورة.
أصبحت أجواء العمل الآن متعددة الثقافات أكثر من ذي قبل، لذا كقائد، يجب أن تكون قادرًا على تطوير أسلوب قيادتك لكي تتمكن من دعم زملائك الذين يأتون من خلفيات مختلفة. فهذا الأمر يميزك دون شك في مكان العمل في المستقبل.
إذا كنت جادًا في تحسين مهاراتك القيادية، فقد يفيدك إجراء تقييم DiSC. يستخدم هذا التقييم السلوكي والشخصي من قِبل أكثر من مليون شخص كل عام بهدف تحسين العمل الجماعي ومهارات التواصل والإنتاجية. نعتقد أنها نقطة انطلاق جيدة لاكتشاف الأسلوب الذي يلائمك.
هل استمتعت بقراءة هذه المقالة؟
شاركنا برأيك أو أسئلتك على