من هو المدير التفصيلي وكيف تتعامل معه؟

تكاد لا تخلو بيئات العمل من التحديات وعلى الرغم من اختلاف هذه الصعوبات وتنوعها التي يمكن أن يواجهها الموظف إلا أنه يعد التعامل مع المدير التفصيلي هو من أكبر التحديات التي يمكن أن يمر بها خلال مسيرته المهنية.

في هذه الإضاءة سنتعرّف على من هو المدير التفصيلي؟ وكيف يمكن لنا أن نتعامل معه وكيف نستطيع تحويل هذا التحدي إلى فرصة للتعلم والتطوير والاستفادة من العمل تحت إدارة هذه الشخصية. 

ما هي الإدارة التفصيلية؟

هي نوع من الإدارة التي تقوم على اهتمام المسؤول أو المدير بشكل مبالغ فيه بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة والسيطرة على الموظفين أياً كانت مناصبهم أو حتى خبراتهم، ويسمى هذا النوع من المدراء بـ "المدير التفصيلي" وهذا بسبب افراطه بمعرفة تفاصيل العمل بشكل دقيق وبصورة سلبية وفي الغالب يكون هو متخذ القرار الوحيد في المنظمة وهذا ما يجعل العمل تحت إدارة هذا النوع من المدراء تحدي لبعض الموظفين، كما أنه في الغالب يحد من قدرات العاملين كونهم مطالبين دائمًا بالشرح والتبرير والتوضيح لكل إجراء يريدون أن يتخذوه. 

ما يميز المدراء الذين يفرطون في التفاصيل هي رغبتهم الشديدة في الإشراف والتحكم في كل جانب من جوانب فريق العمل وادعاء المعرفة بأعمال الفريق مثلًا أن يعلّم الكاتب، كيف يكتب؟ أو أن يوجه المصمم، بكيفية تنفيذ أعماله؟ الأمر الذي من شأنه أن يحبط الموظفين ويقلل من إمكانياتهم الإبداعية، وتنبع هذه السلوكيات غالبًا بسبب السعي خلف الكمال، أو نقص الثقة في أعضاء الفريق والموظفين. وهنا 8 خطوات يمكن العمل عليها للتعامل مع هذا النوع من المدراء بطريقة فعّالة وأكثر مهنية. 

1. تواصل بشفافية وفعالية: أحد أولى الخطوات في التعامل مع المدير الذي يفرط في التفاصيل هو التواصل الفعّال وأن يكون بشفافية عالية، مثل أن يتم جدولة لقاءات منتظمة لمناقشة تقدم المشروع، وتبادل آخر التحديثات، وطلب الملاحظات. يمكن أن يساعد هذا النهج الاستباقي في تخفيف قلق المدير الذي يفرط في التفاصيل وبناء أساس من الثقة.
2. حدد الأهداف بوضوح: قم بتحديد أهداف المشروع والجداول الزمنية والمسؤوليات الفردية بوضوح من البداية، عندما تكون المهام والأهداف والمسؤوليات محددة بشكل واضح، قد يشعر المدير التفصيلي أو المسؤول عن المشروع بالثقة أكثر في قدرة الفريق على تحقيق الأهداف دون تدخل أو توجيه مستمر.
3. حافظ على مخرجاتك: قد يستمر المدراء الذين يفرطون في التفاصيل من القلق بسبب تخوفهم حول كفاءة الفريق وقدرته على إنجاز المشاريع، لذلك حاول أن تحافظ على مخرجاتك وأن تثبت نفسك من خلال تقديم عمل عالي الجودة بشكل منتظم، والالتزام بالمواعيد النهائية، وتجاوز التوقعات عندما يكون ذلك ممكنًا، يمكن أن يساعد هذا على بيان قدرتك في إدارة العمل دون تدخل أو إشراف من مديرك.
4. تعلّم من الملاحظات والتوجيهات: حاول أن تسأل وتطلب المساعدة أو الملاحظات على عملك، فبدلاً من الانتظار للحصول على نصائح، بادر واتخذ خطوة واطلب اجتماعات لمناقشة الأعمال والاستماع إلى آراء مختلفة بشكل منتظم. فهذا يساعدك على زيادة الثقة في نفسك ويمكن أن يحسن أدائك ومخرجاتك في العمل والتي من شأنها أن تطمئن مسؤولك حول قدرتك لتحمل المسؤولية وإنجاز الأعمال. 
5. تحدّث بثقة عن نفسك: قد يجهل بعض المدراء الذين يفرطون في التفاصيل من فهم كامل لمهارات وخبرات أعضاء الفريق، لذلك لا بأس أن تشارك خبراتك أو مهاراتك التي لها علاقة بالمشروع القائم وتٌبين كيف يمكن لك أن تساهم في تحقيق النجاح والوصول إلى الأهداف التي يسعى إليها الفريق، فهذا يمكن أن يساعد مديرك على التعرف عليك بشكل أكبر ويفهم قدراتك وخبراتك بصورة أوضح.
6. ضع حدود: قم ببناء حدود بلطف وآلية واضحة للتواصل،  وفي طلب المهام والتوجيه، فهذا يساعدك على أن تكون لك مساحتك الخاصة في العمل والتي يمكن أن تمكنك من ترتيب مهامك و أولوياتك والمحافظة على جودة مخرجاتك دون التأثر بأي من المهام أو الطلبات الفرعية. 
7. اقترح واطرح رأيك: يمكن أن تقترح وتطرح رأيك وأن تبين وجهة نظرك مثل أن تطلب من مديرك أن يفوّض بعض المهام إلى مسؤولين آخرين، فهذا يمكن أن يجعل فريق العمل ينخرط مع بعض بشكل أفضل وممكن أن يقلل من التدخلات المستمرة في توجيه الموظفين ومساعدتهم على تقديم مخرجات مميزة وملائمة لتطلعات الإدارة. 
8. اطلب المساعدة إذا احتجت إليها: تواصل مع أقاربك وأصدقائك الذين مروا بمثل هذه التحديات مع هذا النوع من المدراء واسألهم عن تجاربهم وخبراتهم وكيف تمكنوا من التعامل معهم، اقرأ وشارك معهم بعض الأفكار والاستراتيجيات التي تطبقها أو تعلمتها مؤخرًا، وادعموا بعضكم في التعامل مع هذه التحديات الشائعة في بيئة العمل.

في الختام تذكّر أن التعامل مع المدير الذي يفرط في التفاصيل يتطلب مزيج من الصبر والتواصل الاستراتيجي و الخطوات الاستباقية للتقليل من حدة قلقهم تجاه الموظفين وطريقتهم في تنفيذ الأعمال، ومن خلال فهمك لطريقة تفكيرهم ومسببات هذا التوتر يمكن أن تساهم بحلول واقتراحات من شأنها أن تحّول العمل في هذه المنظمة إلى فرصة ثمينة للتطور والنمو والتحسين المستمر.