" أكثر من 100 مليون مشاهدة حققها مسلسل " أساطير في قادم الزمان "، بينما حققت اللعبة المستوحاة منه 400 ألف تحميل حول العالم ".
يشهد سوق الألعاب وسوق الأنمي في المملكة جهودًا متنامية، عبر مشاريع ضخمة تجذب أنظار العالم، بفضل إبداع الشباب السعودي وإمكاناته. فبعد النجاح الكبير الذي حققه " أساطير في قادم الزمان "، بجزئه الأول، تحدّث فريق التطوير في مانجا للإنتاج، خلال جلسة حوارية بعنوان "رحلة في عالم الأنمي السعودي"، التي أُقيمت في مساحة المجلس ضمن فعاليات منتدى مسك العالمي 2024، عن رحلة إنتاج الجزء الثاني، الذي يُعرض حاليًا على شاشات التلفزيون والمنصات الرقمية.
رحلة العمل على " أساطير في قادم الزمان 2 "
أسفرت هذه الرحلة عن إنتاج موسم جديد بأسلوب مختلف، حيث جُسِّدت من خلال انتقال عائلة الموسم الأول إلى مدينة نيوم الصناعية "أوكساجون"، أكبر تجمع صناعي عائم في العالم، لمواجهة تحديات يومية متعددة، واستلهام الحلول من قصص الجدة المليئة بالحكمة والإلهام.
كما ذكر المشرف الفني، الأستاذ محمد الظفيري، أن كل حلقة من حلقات المسلسل تحمل قصة مستقلة في المواقع والشخصيات، حيث استُلهمت أحداثها من الموروث السعودي من مختلف مناطق المملكة، في مدة زمنية تمتد إلى ما قبل 40 – 200 عام.
اعتمد الفريق الإبداعي على البحث الدقيق في التاريخ المحلي، بالتعاون مع مؤرخين متخصصين، لنسج حكايات مستوحاة من الثقافة المحلية، تميّزت بعناصرها المتنوعة والفنون البصرية المتمثلة في تفاصيل تصميم الشخصيات وأزيائها، وفق طابع خاص ومتجدد في كل حلقة. وقد حصد العمل إعجاب واهتمام المتابعين عالميًا، خاصة مع منافسته عالميًا من حيث التصميم.
العمل وسط التحديات
نظرًا لأن العمل على المشروع الواحد امتد لمدة تتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام، واجه "أساطير في قادم الزمان"، مثل غيره من المشاريع، العديد من التحديات. من أبرز هذه التحديات الأوضاع الناتجة عن جائحة كورونا، التي صعّبت عملية تنقل الفريق لجمع المعلومات. وفقًا للظفيري، كان هذا التحدي الأصعب، خاصة أثناء العمل مع شركائهم في اليابان، في ظل الحجر الذي امتد في طوكيو وحاجة الفريق للتواجد في مواقع محددة للتعاون مع مختصين بشكل مباشر في جوانب فنية وتطويرية دقيقة. وللتغلب على هذه الصعوبات، اعتمد الفريق على قاعدة البيانات التي جُمعت خلال العمل على الموسم الأول للمشروع، بالإضافة إلى مشاريع سابقة، مما ساعد في تخطي هذا التحدي بنجاح.
دور العمل الجماعي وروح الفريق
في حديثه عن طبيعة العمل، أوضح الظفيري أن تنوع واستقلالية حلقات مشروع " أساطير في قادم الزمان " بجزئه الثاني دفع الفريق للعمل بسرعة لضمان سير العمل وفق جدول التسليم. وقد شكّل ذلك تحديًا كبيرًا، لم يكن بالإمكان التغلب عليه لولا التنسيق والعمل الجماعي، مما مكّنهم من تسليم عمل مبدع ومتقن يتناسب مع ذائقة عشاق الأنمي.
يقف خلف هذا العمل فريق من الشباب السعوديين المبدعين، الذين يعملون بالتعاون مع زملائهم في اليابان لإنتاج عمل دقيق ومتكامل في كافة تفاصيله. وأشاد الظفيري بعزيمتهم وجهودهم المتقنة، التي مكنت العديد منهم من الانتقال من متدربين مبتدئين في عام 2018 إلى قادة في الأدوار الرئيسية في مجالاتهم.
لعبة " مغامرات أساطير في قادم الزمان "
تحدثت المنتجة عهود الحربي عن لعبة "مغامرات أساطير في قادم الزمان"، وهي لعبة مجانية مخصصة حاليًا للهواتف المحمولة، بنيت استنادًا إلى أحداث وشخصيات مسلسل "أساطير في قادم الزمان". وقد حققت اللعبة أكثر من 400 ألف تحميل حول العالم.
ذكرت خلال الجلسة تفاصيل إنتاج اللعبة التي تستهدف فئة الأطفال من عمر 6 سنوات فما فوق، والمتوفرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على منصات (App Store - Google Play – Huawei AppGallery)، بثلاث لغات: العربية، الإنجليزية، واليابانية. اعتمدت اللعبة في تصميمها على أحداث المسلسل لخلق عوالم وشخصيات مميزة. كما عمل الفريق على تطوير قدرات خاصة لكل شخصية بناءً على طابعها وميزاتها.
حاليًا يقتصر محتوى اللعبة على الموسم الأول من المسلسل، ومن المقرر إضافة محتوى جديد استنادًا إلى الموسم الثاني في المستقبل. إضافة إلى ذلك، يعمل فريق مانجا للإنتاج على نشر وتسويق اللعبة خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
التحدي التقني
أشارت الحربي إلى أن مجال تطوير الألعاب يواجه تحديات متنوعة ومتجددة، في مقدمتها التحديات التقنية، مما يتطلب وجود فريق ذو كفاءة عالية. وتجسّد النجاح الأكبر في هذا المجال من خلال تشكيل فريق سعودي متخصص في تطوير الألعاب، قادر على مواجهة جميع التحديات التقنية الحالية، والتنبؤ بالمشاكل التقنية في المستقبل.
المستقبل الواعد لصناعة الأنمي والألعاب في المملكة
مع التقدم الملحوظ في تقنيات الإنتاج وزيادة الاهتمام المحلي والدولي، تُظهر صناعة الأنمي في السعودية إشارات واعدة لنمو مستدام. من خلال استثمار الكفاءات المحلية وتوفير الفرص المناسبة لصقل مهاراتهم وتحفيزهم على الابتكار، ستُسهم هذه الصناعة في إثراء الساحة العالمية بالقصص الجديدة والعوالم المبتكرة التي تعكس الثقافة السعودية والعربية.
في الختام، المملكة تسير بثقة نحو بناء مكانتها كمركز عالمي لصناعة الأنمي، مما يعزّز من قدرتها على التأثير في هذا المجال وتوسيع آفاقها على المستوى الدولي.