using MiskFoundation.BLL.Custom;

المعرفة تبني سلوك الفرد المتَّزن

سنتناول في هذه المقالة دور المعرفة، كأساس لبناء سلوكيات الفرد، واتخاذ قرارات سليمة، كما سنتعرف على تأثيرها في تطوير المهارات والقدرة على مواجهة تحديات الحياة الاجتماعية والعملية.
عن الكاتب
فاطمة عدوان
مارس 11, 2025
معلمة - عضو في مكان مسك
 
 

المعرفة هي الأساس الذي يبني سلوك الفرد المتَّزن، حيث تُمكّن الإنسان من معالجة المواقف الحياتية بتلقائية وبأبسط الحلول. كما تختبر قدرته في مواجهة الضغوطات واتخاذ الأساليب الصحيحة 

المعرفة مرتبطة بالفرد في إدراكه وتعلُّمه؛ وهي مزيج من الخبرة والقيم والمعلومات السابقة والكامنة التي تتجسد في سلوكياته وقراراته. كما أنها تلعب دورًا جوهريًا في تحسين سلوكه من خلال تطوير قدرته على التحليل والتفكير النقدي، وتعزيز وعيه بالنتائج المحتملة لأفعاله، مما يساعده على اتخاذ قرارات أكثر اتزانًا ومسؤولية في مختلف المواقف الحياتية. 

والبحث عن المعرفة والاهتمام فيها يعد قديمًا لكنه متجدد ويتعمق بتعقد الحياة، حيث دعا الفيلسوف اليوناني أفلاطون لبناء المدينة الفاضلة وقال: "بدون المعرفة لن يكون الإنسان قادرًا على معرفة ذاته، وإن حامل المعرفة وحده القادر على فهم عالمه المحيط به والمتمثل في الوجود" 

لذلك لابد من اهتمام الفرد بالتعلم لأجل المعرفة؛ لأنها ترفع من شأنه وتُميّزه عن غيره كونه يمارس التفكير بواقعية في مواجهة الحياة والقضايا الاجتماعية والفردية، محافظًا على سِمة الاعتدال. 

نحن الآن في العصر الذي يواكب ثورة الاتصال والمعلومات، وأصبح من اليسير الاطلاع واكتساب الخبرات لممارسة الدور في تنمية رأس المال المعرفي. وهي مدخل مهم لتوازن الفرد في سلوكياته وبناء قراراته، فالجهل عدو الإنسان الأول والمعرفة الكامنة تحتاج للوعاء الذي يحيلها للوعي الذي يصنع التأثير. 

كلما اتسعت دائرة المعرفة لدى الفرد وجد أنه يمتلك خبرات متراكمة تعالج سلوكه الإنساني المعقد؛ فالفرد بطبيعته كيان متفاعل مع ماضيه وحاضره ومستقبله، يتأثر بعوامل متعددة نفسية واجتماعية، مما يجعله في حالة تغيّر مستمر تنعكس على سلوكه وتوجهاته. 

والمعرفة عند من يمتلك الطموح والهمة العالية لا حدود لها، فهو يتعلم لأن الدوافع لديه عالية، فلا يضاهي ذلك أي قرار ولا تخاذل يجعله يتوانى عن طموحاته وما يصبوا إليه، فلنسعَ دائمًا للسعي نحو المعرفة واكتسابها. 

 
عندما يطور الفرد من نفسه تتسع مداركه ويخوض غمار التجارب والتحديات ويصيب ويخطئ، هنا سيكون لكل ما يقوم به نتاج وعائد، أنت اليوم في دائرة معرفتك لست كما كنت عليه في السابق، ولو تبادر لذهنك هذا السؤال ستجد مفاد الإجابة هو الخوض في غمار التجارب والتحديات والظروف التي أصبح نتاجها سعة المعرفة وارتقاءها. 
 

إن التعلم لأجل المعرفة قد يكون عملية تلقائية، وقد تأتي بطريقة مكتسبة أحيانًا. وهي كيفما كانت عليه إلا أن نتاجها إيجابي على الغالب، لذلك يتوجب عليك بين حينٍ وآخر البحث والتفكير من أجل التطوير واكتساب المعرفة.  

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات