using MiskFoundation.BLL.Custom;

صنّاع التغيير

في هذا المقال، سنتعرف على أدوار صنّاع التغيير وكيف يمكن لكل شخص، بغض النظر عن قدراته أو وقته، أن يُسهم في تحسين البيئة التي يعيش فيها. وسنستعرض العديد من الطرق التي يمكن من خلالها للفرد إحداث فارق حقيقي في محيطه، بدءًا من أبسط التفاعلات اليومية وصولًا إلى المشاريع الاجتماعية التي قد تُحسن حياة الكثيرين.
عن الكاتب
بسمة التويجري
فبراير 25, 2025
متخصصة في الاستراتيجيات الإبداعية وتطوير الأعمال، تتمتع بخبرة تمتد لأكثر من ست سنوات في قطاعات تجارية ومجتمعية متنوعة. بسمة التويجري هي مؤلفة لكتاب "من المجتمع إلى المجتمع"، الذي يقدّم رؤى من روّاد العمل الاجتماعي، موجّهًا القرّاء نحو تحويل أفكارهم إلى مشاريع مؤثرة وتجسيد رؤيتهم للتغيير على أرض الواقع.
 
 

"لا تدع ما لا يمكنك فعله، أن يتعارض مع ما يمكنك فعله" - جون وودن.

تتسارع وتيرة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في عالمنا، وتُبرز الحاجة إلى الأشخاص الذين يمتلكون القدرة على إحداث تأثير إيجابي. فكل فرد منّا قادر على أن يكون صانع تغيير، سواء من خلال المبادرات الصغيرة أو من خلال تبني الأدوار المؤثرة في المجتمع.

قاعدة "خدمة الخمس دقائق"

العديد من الأشخاص لديهم رغبة في العطاء، ولكن وقتهم ضيّق. عالم النفس والكاتب "آدم قرانت" اقترح مفهومًا من شأنه أن يكون حلًّا لمشكلتهم، وهي قاعدة "خدمة الخمس دقائق" التي تنص على أنه يجب أن تكون على استعداد تام لفعل أي شيء سيستغرق منك خمس دقائق أو أقل لأيّ شخص، وبهذه الطريقة البسيطة، ستتمكن من إضافة قيمة كبيرة لحياة غيرك. فعلى سبيل المثال، يمكنك تعريف شخصين يمكنهما الاستفادة بشكل كبير من بعضهما البعض.

الشراء الاجتماعي

وهناك أيضًا حلّ آخر، وهو "الشراء الاجتماعي"، والذي يُقصَد به شراء السلع والخدمات اليومية من مشاريع اجتماعية، أو جهة تدعم القضايا الخيرية. هذا النوع من الشراء يعزّز من دعم القضايا الإنسانية وحماية البيئة. فكرة الشراء الاجتماعي تقوم على إعادة توجيه إنفاق الأفراد نحو العلامات التجارية التي تلبي احتياجاتهم اليومية، وفي الوقت نفسه تحقق نتائج تنموية مثل محاربة الفقر ومكافحة تغير المناخ. وإذا أردت أن تتعمّق بهذا الموضوع بالتحديد، يمكنك الاطلاع على كتاب "قم بشراء التغيير الذي تريد رؤيته (Buy the change you want to see)"..

الانضمام لجهة صغيرة أو كبيرة

خلال المشاريع التطوعية، التقيت بالكثير من الأشخاص الشغوفين بقضية معينة، ويريدون أن يساهموا في حلها، ولكن غالبًا ما يفكّرون في نهج واحد وهو البدء من الصفر وتأسيس مشروع، مما قد يكون أنسب حلّ بناءً على عوامل معينة. ولكن، في أغلب الحالات هناك خيارات أخرى حيث بإمكانك الانضمام لجهة صغيرة أو كبيرة، وأن تكون عضوًا أساسيًّا في توسّعها ونموها.

أن تكون سفيرًا لجهة خيرية

في حال كان الالتحاق بجهة متأسسة غير مناسب لك، فهناك خيار آخر وهو أن تكون سفيرًا لجهة خيرية محلية، أو تُنشئ "فرعاً" لجهة خيرية عالمية في بلدك، وبهذه الطريقة، سيكون هناك العديد من الفوائد، مثل وجود كيان قانوني قائم، إطار عمل تشغيلي، ومزايا أخرى.

أن تكون ناشطًا اجتماعيًّا في مقر عملك

وهناك فكرة أخرى، وهي أن تكون ناشطًا اجتماعيًّا في مقر عملك، وتشجع الإدارات المعنية على أن تُنشئ برامج أو شراكات متعلقة بأنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركة؛ كون الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص أمرًا ضروريًّا لتمكين الجهات الخيرية من تحقيق أثر أكبر. وليس من الضروري أن تنتج الشركة شيئًا جديدًا، بإمكانها الاستفادة من قدرات وموارد موجودة، على سبيل المثال، يمكن للشركات التبرع بالموارد غير المستخدمة أو الزائدة، كما فعلت العديد من الشركات المحلية التي تعاونت مع جمعيات خيرية لتوزيع المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية على الفئات المحتاجة.

ومثال آخر هو برنامج "نون" التدريبي الذي أنشأته جمعية بنيان الخيرية بالتعاون مع جامعة الأمير سلطان، والذي استهدف الفتيات المستفيدات من بنيان بسن 16-25 لتنمية مهاراتهن، وقامت شركة إنتل برعاية عينية للبرنامج من خلال توفير المنهج التقني اللازم.

الاستفادة من قدرات الموظفين

يمكنك أيضًا الاستفادة من قدرات الموظفين، فعلى سبيل المثال، اقتراح أن تُسهم شركتك في (CatchaFire)، وهي منصة وصل بين المهنيين الذين يريدون التبرع بوقتهم وقدراتهم للجهات الخيرية التي تحتاج مهاراتهم، أو إذا كانت شركتك تُفضل العمل التطوعي الميداني فهناك شركة تُسمَّى "الشركات للخير" (Companies for Good) بالإمارات وشركة (Impact With Deeds ) في جدة، وتقوم بتنظيم نشاط تطوعي للموظفين بالنيابة عن الشركة.

أخيرا تذكر أن التغيير لا يتطلب خطوات كبيرة، بل يبدأ بأفعال صغيرة تحدث فرقًا حقيقيًا. سواء كنت تقدم خدمة بسيطة، تدعم مشروعًا اجتماعيًا، أو تشجع مؤسستك على تبني مبادرات مجتمعية، فإن كل جهد يُساهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وتأثيرًا. و أن الأثر الحقيقي لا يُقاس بحجمه، بل باستمراريته وانتشاره. كن أنت البداية!

البرامج ذات الصلة

عرض جميع البرامج
مفتوح
logo
أساسيات القطاع غير الربحي (ماستركلاس)
انتهاء التقديم 30 نوفمبر
  • عن بعد
  • التعلم الذاتي
  • العربية
مغلق
logo
برنامج مهارات القطاع غير الربحي
انتهاء التقديم
  • عن بعد
  • التعلم التفاعلي
  • 01 فبراير - 20 مارس 2025
  • العربية
logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات