using MiskFoundation.BLL.Custom;

طبق المهارات التي حصلت عليها بالتطوع

يحضر الكثير منا دورات تدريبية وورش عمل، سواء حضوريًا أو افتراضيًا، لكن يبقى السؤال: هل نستفيد منها بشكل فعلي؟ وهل نطبق ما تعلمناه على أرض الواقع؟ يعد التطوع واحدًا من أفضل الوسائل التي تتيح لنا تطبيق المهارات المكتسبة عمليًا، مما يساعد في تعزيزها وتطويرها بفعالية.
 
 

أهمية تطبيق المهارات المكتسبة

كثيرًا ما نحضر الدورات التدريبية ونكتسب معلومات قيمة، ولكن مع مرور الوقت تتلاشى هذه المعرفة إن لم نطبقها. هناك قاعدة أساسية في التعلم تقول: "ما لا تطبقه، لا يمكن أن تتذكره". لذلك، من الضروري أن نبحث عن طرق لتجربة المهارات الجديدة التي حصلنا عليها حتى تصبح جزءًا من قدراتنا الفعلية.

كيف يمكنك تطبيق مهاراتك؟

قد يظن البعض أن تطبيق المهارات يقتصر على البيئة المهنية، ولكن هذا ليس صحيحًا. حتى إن كنت طالبًا أو باحثًا عن عمل، يمكنك الاستفادة من الفرص المتاحة لممارسة المهارات، وأحد أفضل هذه الطرق هو العمل التطوعي. من خلاله، يمكنك اختبار معارفك وتطوير قدراتك في بيئة حقيقية دون القلق من الفشل، بل على العكس، ستتعلم المزيد من خلال التجربة.

التطوع كمنصة لاكتساب المهارات

التطوع ليس مجرد نشاط إنساني لخدمة المجتمع، بل هو مصنع لإنتاج المهارات وصقلها. فمن خلاله، يمكنك تطبيق ما تعلمته في دورات إدارة الوقت، تطوير أساليب التواصل، تعزيز مهارات القيادة، وتحسين قدرتك على حل المشكلات. بالإضافة إلى ذلك، يتيح لك التطوع فرصة العمل ضمن فرق مختلفة، مما يساعدك على فهم طبيعة العمل الجماعي وتطوير علاقات مهنية وشخصية مفيدة.

أمثلة حقيقية لاكتساب المهارات من خلال التطوع

التطوع الصحي مثال واضح على كيفية تحويل المعرفة النظرية إلى مهارة عملية. قابلت أثناء مشاركتي في حملات التوعية الصحية العديد من الأشخاص الذين كانوا يخشون التحدث أمام الجمهور، ولكن بعد عدة تجارب في التطوع، أصبحوا قادرين على التحدث بثقة، مما انعكس إيجابيًا على حياتهم المهنية. إن مثل هذه التجارب تعزز من ثقتك بنفسك وتجعلك أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات.

المهارات التي يمكن اكتسابها بالتطوع

بناءً على تجربتي في التطوع لأكثر من 17 عامًا، يمكن القول إن العمل التطوعي يوفر فرصًا غنية لتطوير مهارات متعددة، منها:

  • مهارات القيادة: من خلال إدارة الفرق والمشاريع التطوعية.
  • مهارات التواصل الفعال: من خلال التعامل مع مختلف الفئات والمجتمعات.
  • مهارات العرض والخطابة: عبر إلقاء المحاضرات وقيادة جلسات التوعية.
  • مهارات إدارة الوقت: حيث تتعلم كيفية تنظيم جهودك بين العمل والدراسة والتطوع.
  • مهارات حل المشكلات: من خلال مواجهة التحديات أثناء تنفيذ الأنشطة التطوعية.
  • مهارات إدارة الضغط النفسي: من خلال العمل في بيئات تطوعية مختلفة.

التنوع في التجربة التطوعية

كل تجربة تطوعية تضيف لك بُعدًا جديدًا في مهاراتك. لذا، من المفيد تجربة أنواع مختلفة من التطوع، مثل العمل مع جمعيات خيرية، التطوع في فعاليات ثقافية، أو المشاركة في مبادرات بيئية. كل نوع من هذه الأنشطة يعزز مهارات معينة ويساعدك على توسيع آفاقك.

دعم المملكة للتطوع

تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بالتطوع، حيث أطلقت المنصة الوطنية للتطوع لدعم الأفراد والمنظمات في إيجاد الفرص المناسبة. كما أن التطوع يُعد أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى الوصول إلى مليون متطوع، مما يعكس أهمية التطوع في بناء مجتمع أكثر وعيًا ومسؤولية.

ختاماً ، التطوع ليس فقط وسيلة لخدمة المجتمع، بل هو فرصة ذهبية لصقل مهاراتك وتعزيز فرصك في سوق العمل. لا تتردد في استثمار وقتك في التطوع، فكل تجربة تخوضها تفتح لك أبوابًا جديدة لتطوير ذاتك وتحقيق نجاحك الشخصي والمهني.

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات