|
تندرج هذه المقالة تحت مظلة الدفعة الثانية من سلسلة المقالات التعريفية ببرنامج "حاضنة مسك للمبادرات 2022"، إحدى مبادرات "مؤسسة مسك" التي تعني بإطلاق ودعم المنظمات الشبابية غير الربحية، والأخذ بيدها عن طريق الإرشاد والتوجيه نحو إحداث الأثر المجتمعي المستدام. واليوم، نستعرض معكم البصمة التقنية والرقمية التي تعمل على إحداثها منظمة "روبوطويق"، وذلك على صعيد دعم مبادرات مجتمع المصممين، والمهندسين، والتقنيين، بل وحتى الهواة الساعين لابتكار الأنظمة والتجهيزات الخاصة باستثمار وتشغيل الروبوتات، وذلك في سبيل توظيفها على المستوى المحلي لإحداث نقلة تقنية وتوعوية، تحمل وبكل وضوح طابعََا وطنيََا مميّزاً يتفرد بإنجازاته على مستوى المنطقة.
الرؤية والرسالة تسعى جمعية "روبوطويق"، أن تصبح منصة المصادر المفتوحة الأولى من نوعها في مجال الروبوتات، استقطاب شريحة مؤثرة وفعالة من المختصين والهواة على حد سواء، دعم العاملين في مجال تصميم وتطوير التجهيزات والأنظمة الخاصة بالروبوتات، وذلك من خلال تأمين حاضنة فكرية وبيئة تفاعلية قادرة على تمكينهم من طرح مبادراتهم الهادفة وأفكارهم المبتكرة، في سبيل ترجمتها بحرفية عالية لتصبح مشاريع معتمدة، ومتكاملة، ومدعومة بكافة الوثائق والأبحاث ذات الصلة، بما فيها معايير التصميم والمخططات الميكانيكية والكهربائية، إلى جانب تبسيط مهمة استثمارها والوصول إليها عبر نشرها ضمن سلسلة من الدروس التوجيهية والتعليمية القادرة على تمكين أي مختص أو هاوٍ الاستفادة منها، والانطلاق منها كحجر أساس لطرح مشاريعه الخاصة والمطورة. كما تسعى المنظمة من خلال رسالتها ومفاهيمها الرائدة إلى توطين الفكر والخبرات التقنية والمعرفية باللغة العربية، لتمهيد وتبسيط الطريق أمام الجمهور العربي المختص الوصول إلى هذه العلوم الرقمية والمستقبلية، بما فيها علوم البيانات والذكاء الاصطناعي وغيرها الكثير. وقد أثمرت الجهود لـ "روبوطويق" تسجيل اسمها كأول منظمة غير ربحية للمصادر المفتوحة في المملكة العربية السعودية قادرة على توفير فرصة الوصول إلى شتى التخصصات التقنية أمام الجميع، بدءاً من الروبوتات والسيارات ذاتية التحكم، وصولاً إلى الطائرات المسيّرة، ومكتبات النصوص البرمجية، وما إلى ذلك. أبرز البرامج والمبادرات رغم حداثة عهدها، إلا أن المنظمة استطاعت وضع الأسس العلمية والمعرفية الكفيلة بتأهيلها لطرح مجموعة متنوعة من المبادرات عالية الأثر على مستوى هذا القطاع، حيث تعتزم المنظمة - بحلول السنة القادمة - تنظيم ورشة عمل تخصصية لثمانِ شركات صاعدة تعمل في مجال الروبوت، وذلك في سبيل تعزيز خبراتها وتنمية مهاراتها التقنية، ومن ثم ستعمل مع نهاية هذه الورشة التفاعلية على نشر المخرجات والمحتوى التدريبي على شكل مصادر مفتوحة، كي تعود بالفائدة على كافة المعنيين بهذا التخصص، الهواة منهم والمختصين، على امتداد العالم العربي.
الأثر لا زالت "روبوطويق" في مرحلة استطلاع التوجّهات وترسيخ المُقوّمات الكفيلة بتمهيد الطريق أمامها نحو طرح أكثر المبادرات فائدةً، وتفاعليةً، وريادةً على مستوى هذا القطاع في المنطقة. لكن الأثر المتوقع، سيصيب أعداداً كبيرة من أعضاء المجتمع الرقمي والتقني وسيعود بالفائدة على جميع القطاعات الأخرى المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر مع هذا القطاع.
الجمهور تؤكد المنظمة على أن رسالتها تستهدف كافة أعضاء مجتمع الروبوت والمهتمين بهذا المجال، سواءً كانوا من المختصين، أو الهواة، أو رواد الأعمال الذين تستهويهم تقنيات الروبوتات الرقمية الصاعدة، والساعين للاستثمار فيها وتوظيفها لتسهيل وتبسيط الخدمات المجتمعية، والاستفادة منها في كافة القطاعات.
كما أنها تعمل حاليََا على تأسيس حاضنة تقنية متقدمة لمجتمع المساهمين بمشروعها، من خلال تكوين شبكة تواصل تفاعلية موسّعة، تشمل القنوات الرقمية والمشاركة بالفعاليات والأحداث التي تجمع المختصين والهواة في عالم الروبوت، والداعمين لتوجهاتها ورسالتها من خلال خبراتهم الفنية ومهاراتهم التقنية في هذا المجال بلا مقابل، سعيََا منهم للمشاركة في مسيرة ازدهار ورفعة المجتمع التقني المحلي، وكي يتمكنوا بجهودهم المشتركة مع المنظمة من إحداث الأثر الإيجابي والمستدام والمتطور في تقنيات الروبوت.
التحديات بالتأكيد تواجه "روبوطويق" الكثير من التحديات في سبيل نشر وتحقيق رسالتها، شأنها شأن بقية المنظمات المجتمعية غير الربحية، فتوجهها للسعي والعمل من أجل تأمين المصادر المفتوحة مجاناً يناقض تمامََا التوجه التقني للسوق، القائم على مفهوم براءات الاختراع والملكيات الفكرية، لكن هذا الأمر لا يُثني عزيمتها وتصميمها على المضي قدمََا في تحقيق أهداف رؤيتها على أرض الواقع. هذا، وتستعين المنظمة بالعديد من الأدوات العملية الكفيلة باستشراف التحديات التي تواجهها أو تواجه جمهورها في المستقبل، والتي تمكنها من جمع البيانات وقياسها لاستخلاص التوجهات والرؤى المستقبلية، بما فيها الاستبيانات، وتنظيم اللقاءات الدورية، والدراسات الاستقصائية، وغيرها.
أما استراتيجية وخطط المنظمة فتتميز بكونها تفاعلية وغير مقيدة بالعناوين، فهي تنمو مع طموحات وتطلعات أعضائها وجمهورها، لكنها تصبو خلال المستقبل القريب إلى تمكين ودعم وإطلاق ثمان شركات صاعدة ومختصة في مجال تصميم وتطوير برامج وتجهيزات الروبوت. بالختام، تجدر الإشارة إلى أن "روبوطويق" تسعى حاليََا لإبرام العديد من الشراكات مع الهيئات والمؤسسات والشركات المحلية، القادرة على تمويل مبادراتها ومشاريعها في مجال إطلاق منصات المصادر المفتوحة.
لازال للحكاية بقية نتوق لأن نسمع فصول نجاحاتها مُسطرةً ببصمة "روبوطويق"، وموثّقةً بمشاريعها المجتمعية الرائدة والمبتكرة في مجال الروبوت، التخصص الذي يحجز مكانةً متقدمةً في مسيرة الثورة الرقمية التي يشهدها عالمنا منذ تتابع سنين الألفية الثانية. سؤال وجواب: 1. كيف تصفون الفريق في جملة؟ مجموعة من أصحاب الرؤى الكبيرة، والمقومات البسيطة، الساعين لتحقيقها مهما تطلب الأمر من جهد وعطاء ومثابرة. 2. ما الذي يدفعكم لخدمة المجتمع؟ تصميمنا على إزالة كافة العقبات التي تعترض مسيرة الراغبين بتوطين هذه التقنية، وتماشيََا مع تطلعات وأهداف "رؤية المملكة 2030"، التي تصبو لريادة وتميّز المملكة العربية السعودية على مستوى المنطقة في كافة مجالات وقطاعات الصناعة الرابعة. 3. ما الذي تفخرون به بالجمعية؟ عزيمتنا على المضي قدمََا لتحقيق أهدافنا حتى لو كان ذلك ضد التوجهات أو التيارات السائدة، فنحن نسعى لإحداث أثر حقيقي ومباشر من خلال إطلاق أول منصة للمصادر المفتوحة في العالم العربي، التي نأمل بأن تتكرر في مختلف المجالات العلمية، بما فيها العلوم الطبيعية، والطبية، والتقنية، والحاسوبية، وغيرها الكثير. 4. ما الأثر الذي ترغبون بتحقيقه لدى المستفيدين من الجمعية؟ نقل وتبادل المعرفة والخبرات، وإحداث قيمة مضافة من شأنها تمكين المشاركين معنا من التفوق والمنافسة. 5. كيف يبدو النجاح بالنسبة للجمعية؟ أن نطبع بصمتنا التقنية على صعيد المجتمع الدولي، لتكون مرجعََا علميََا غنيََا للجميع حول العالم، نشراً للعلم والفائدة على أوسع نطاق. 6. ما هو المشروع الذي يحلم بتحقيقه الفريق؟ أن تعكس نجاحاتنا أثراً مسرعََا لإطلاق مسيرة عشرات الشركات الصاعدة، التي تسعى للريادة العالمية، والتفوق التقني، ولكن بجهدٍ محلي. 7. ما هي النصيحة التي توجهونها لشريحة الشباب السعودي؟ لا تسعى وراء أحلام ضيقة الأفق، وسّع آفاق طموحاتك فالخيارات كثيرة ولا تُحصى. 8. ما هي أبرز مزايا الشباب السعودي؟ شعار العزيمة والتصميم والعطاء، وهويتنا التي نعتز بها، وسنتألّق بها بين الأمم بإذن الله.
للتواصل مع الجمعية حسابات مواقع التواصل الاجتماعي https://www.linkedin.com/company/robotweak/ للتسجيل والمعرفة أكثر عن حاضنة مسك للمبادرات https://hub.misk.org.sa/ar/programs/community/misk-initiatives-incubator/ |
