أهمية اتخاذ التنوع نهجََا في المنظمات غير الربحية

توظيف أشخاص من خلفيات مختلفة يساعد منظمتك في خدمة المجتمع بأفضل الطرق
عندما تعاني المنظمات غير الربحية من النقص في التنوع في الفريق، غالباً ما يكون ذلك بسبب التحيزات المؤسسية سواء بشكل متعمد أو لا.

يلبي القطاع غير الربحي احتياجات المجتمع، ويسهم في التغيير الاجتماعي بشكل فعّال. يمكن للمؤسسات والمنظمات غير الربحية أن تلعب دوراً كبيراً في مكافحة أي شكل من التحيز من خلال العمل وفق أفضل الممارسات على مستويات القيادة والموظفين.

سعياً لتحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ظهرت ملامح مخطط مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية التي تعدّ أول مدينة غير ربحية في العالم. تقدر المساحات المكتبية فيها بأكثر من 306 آلاف متر مربع، ويتوقع أن يصل عدد العاملين فيها إلى 20 ألف موظف.

ينطلق تأسيس هذه المدينة الفريدة من مبدأ أن المنظمات غير الربحية ركائز مؤسسية وشريان حياة لمجتمع ناجح، وذلك لدورها التثقيفي والتعليمي والخيري والروحي والديني والخدمي. لن نتحدث لكم في هذه السطور عن عظمة هذه المدينة، بل عن المؤسسات غير الربحية التي يمكن أن تعمل فيها أو في مناطق أخرى من المملكة، وتحديداً عن كيفية اتباعها نهجاً يقوم على الاحتفاء بالتنوع البشري والاختلاف الثقافي والشمول.

محاربة التحيزات المؤسسية

أثبتت العديد من الدراسات العالمية أن التنوع والشمول يحسن النتائج في المنظمات غير الربحية. فبناء فريق متنوع وشامل من الأفراد عبر تشكيلة واسعة من العوامل الديموغرافية والعرقية والجندرية والدينية والثقافية يمكن أن يساعد المنظمات على زيادة النجاح وتجنب العديد من الإشكاليات التي يمكن أن تسببها مجموعة من الأفراد المتشابهين في التفكير.

عندما تعاني المؤسسات غير الربحية من النقص في التنوع، غالباً ما يكون ذلك  بسبب التحيزات المؤسسية سواء بشكل متعمد أو لا. لكن ينتهي بها الأمر إلى قوى عاملة متجانسة  تفكّر وتتصرّف بالطريقة ذاتها. حيث تؤكد القيادة السعودية دوماً أنه لا يوجد في مؤسساتنا المحلية والوطنية مكان للتحيز، لكن مع ذلك، لم يكن القطاع غير الربحي محصناً من هذه المشكلات وتحتاج إلى المزيد من التنوع والشمول في كافة المستويات.
أسئلة مهمة

لتكشف مدى التنوع والشمول داخل مؤسستك، لا بد أن تطرح مجموعة أسئلة مثل:

-  ما مدى تنوع وشمولية قيادتنا لهذه المؤسسات اليوم؟

-  كيف يتم اختيار الموظفين.. على أساس الجنس والعرق والدين والخلفية أم الخبرة؟

-  هل التركيبة الموجودة في المؤسسة يمكن أن تخدم المجتمع الذي تعمل لأجله؟

-  إلى أي درجة سيكون جيداً إذا شارك فريق متنوع في إدارة المؤسسات غير الربحية؟

- هل هناك أي شيء في ثقافة المؤسسة من شأنه أن يعطي انطباعاً بأن بعض أعضاء الفريق لا يتم تمثيلهم بأفضل الطرق؟

- هل سيفخر الموظفين بالعمل في المؤسسة؟ وهل يريدون العمل بجد ليصبحوا في مواقع قيادية ضمن المؤسسة؟

-  هل يمثل موظفوك مؤسستك ومجتمعك أو مهمتك أو البلد ككل؟

-  هل يشعر موظفوك بأنك تقدرهم لما هم عليه وأنهم يستطيعون أن يقدموا أفضل ما لديهم في العمل كل يوم؟

كيف تعزّز التنوع والشمول؟

١) حدد استراتيجية لكيفية التواصل مع مجموعة متنوعة وشاملة من أعضاء مجلس الإدارة المحتملين قبل بدء عملية التوظيف.

٢) ضع خطة مدروسة بعناية والتزم باتباعها ومراجعتها بشكل دوري.

٣) ركز على مسار قيادتك للقادة الذين ستحتاجهم في غضون خمس سنوات؟ 10 سنوات؟ وإدراك أن قادة الغد بحاجة لأن يتم تطويرهم وتدريبهم اليوم.

٤)  أعد النظر في طريقة العمل وأسلوب الأداء من خلال وضع الخطط الإستراتيجية للتغيير والتكيف ومواكبة المستجدات.

٥) استفد من تجارب المؤسسات غير الربحية الناجحة، ويمكن إيجاد المعلومات عن الكثير منها في موقع المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي الذي تأسس أساساً ارتباطاً برؤية المملكة 2030.

في نهاية هذه الأسطر، نؤكد على أن المؤسسات غير الربحية تواجه تحديات كثيرة، لكن لتجاوزها، علينا أن ندرك أننا نحيا في عالم يتغير بشكل دائم، وتقرّبنا فيه التكنولوجيا من بعضنا بصورة أكبر مما يتخيله أي شخص. إذا كانت مؤسستك ستحقق أهدافها في خدمة المجتمع، فمن المهم التأكد من أن قيادتك متأسسة بطريقة يمكنها خدمة متطلبات اليوم والغد، والأهم أن تجد لها مكاناً في المساحات المكتبية المستقبلية ضمن مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية.



إضاءات ذات صلة

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات