إن الحوار هو فنُّ التواصل بين الأشخاص وتبادل وجهات النظر حول مواضيع مختلفة بهدف التواصل معهم بشكلٍ أفضل. وهو يعتمد على إتقان مهارات التواصل وإدارة النقاش، وتكوين حوار هادفٍ ومفيد لجميع الأطراف. كما يرتبط بالعديد من المهارات الشخصية، كالاستماع والإنصات وفنون الرد والإقناع.
فمِن المهم أن نقوم بتطوير أنفسنا بشكل مستمر لتحسين الطريقة التي نتناقش بها ونطرح أفكارنا من خلالها بشكل أكثر فعالية.
ونظرًا لأهمية مهارات التواصل فعلينا أن نقوم بتطويرها عبر التجارب الروتينية اليومية والشخصية، مثل الوسائط الصوتية، والمكتوبة، والمرئية، وغيرها من طُرق التواصل غير اللفظية. فهذه المهارات أساسية للحصول على مهنة ناجحة وتوطيد العلاقات الفردية وإنشاء علاقات جيدة.
يساعد التواصل الجيد مع الآخرين على الفهم السريع والدقيق للمعلومات. ويُعتبر التواصل والحوار الفعّال فنًا ذو أهمية بالغة، حيث يتميز المُخاطب البارع بالعديد من المهارات التي تُمكّنه وتُميّزه في بيئته.
كما قد يتسبب ضعف التواصل بسوء الفهم والإحباط، لذا يجب علينا أن نطور مهارات الاتصال لدينا باستمرار، وفيما يلي ١٠ نقاط ضرورية للتواصل بشكل أفضل:
يُعد الاحترام المُتبادل من أهم الأمور التي يجب على المُتحاور التحلي بها عند خطابه. فهو يعكس ثقافته ومبادئه الأساسية التي تُؤثر على النقاش بشكل ملموس، وتعكس صورته بشكل كبير. فمُراعاتك لمشاعر الطرف الآخر وتعاملك مع الآراء المُعارضة بشكل مناسب ولبق تُكسبك احترامهم وترفع من نسبة استفادتك من الحوار وإثراء ذهنك وذهن الشخص الذي تُخاطبه.
يعتبر الإنصات فناً وليس مهارة فقط، حيث إنّ الإنصات لا يعني أن تمنح الطرف الآخر فرصة الحديث والتعبير عن نفسه وآرائه فحسب، بل يعني أيضاً أن تقوم باستيعاب كل ما يُقال وأن تطرح الأسئلة عند الحاجة لضمان الفهم المُتبادل.
يُعدّ ترتيب الأفكار أثناء الحوار مهم للغاية، حيث إن ذلك يساعدك على الربط بين المواضيع وفهم تسلسلها والتنقل بينها بسهولة. والجدير بالذكر أن تدوين الأفكار يساعد على ترتيبها بشكل كبير عند مناقشتها، إضافةً لمعرفة الأولوية بينها، كما ذكر الكاتب، كريم إسماعيل، بأحد لقاءاته.
يعتبر استخدامك للغة المناسبة وصياغة المواضيع بشكل يتناسب مع من تُحاوره من أهم النقاط عند الحديث معهم، فاللغة المستخدمة والمصطلحات المناسبة تؤثر بشكل كبير على فهم المستمعين لك. فننصحك باستخدام المصطلحات المتعارف عليها وطرحها بشكلٍ واضح، وتفادي الغموض واستخدام الألفاظ المعقدة، مع التركيز على نبرة الصوت عند حديثك عن النقاط المهمة لتشديدها وللتأكد من وصولها للطرف الثاني.
تُعد قراءة لغة الجسد أحد أهم عناصر الحوار، والتي يجب على المحاور أن يُتقن قراءتها لفهم تعابير وانفعالات الآخرين. فذلك يعكس ردود فعل المستمع، كالإنصات بتمعّن، أو الانزعاج، أو الموافقة وغيرها. ولذلك فيجب عليك أن تقوم بموافقة لغة جسدك مع ما تُلقيه، والتأكد من وضوح نبرة صوتك، والاستعانة بلغة جسدك كإشارات اليدين وغيرها.
تشكّل الإشارات غير اللفظية جزءاً كبيراً من الاتصال اليومي، ويُقدّر أنها تُمثل بين 60 إلى 65٪ من تواصلنا مع الآخرين. يمكنك الاستعانة بالعديد من المصادر لفهم أساليب الحوار بلغة الجسد لتثقيف نفسك وفهم الآخرين، كالدورة التدريبية التي يقدّمها مركز الجزيرة للإعلام، بعنوان لغة الجسد الإعلامية.
من المهم أن نعلم متى نكتفي بالاستماع وأن نعلم الوقت المناسب لإبداء التعليقات والملاحظات. فالاستماع والانتظار قبل أن تطرح آرائك وتعليقاتك يُعادل أهمية اختيار الصيغة المناسبة والواضحة للتعليقات. كما يجب عليك أن تتجنّب التعليقات السلبية أو الساخرة كي لا يخرج الحوار عن موضوعه الأساسي.
تُعتبر الأسئلة من الأساسيات التي تجعل الحوارات فعّالة وممتعة ومفيدة. فمن خلال طرحك للأسئلة الصحيحة فأنت تُوضح الأمور بشكل أفضل، وتُتيح لمن تتحاور معه من شرح وجهة نظره بشكلٍ أفضل. ويمكنك طرح أي سؤال بعد أن ينتهي المُتحدِّث من نُقطته، أو عندما يتبيَّن أنه على استعداد لاستقبال أسئلتك.
يساعد فهم وجهات النظر المختلفة والتعامل معها واستيعابها في المضي بالحوار بشكلٍ فعّال، وخصوصًا مع اختلاف مسارات الحديث، لضمان حوار فعّال ومتبادل. فالمرونة في الحديث تُتيح الفرصة لكلى الطرفين من تبادل آرائهم وربط الحوار بتجاربهم الشخصية وتوطيد علاقاتهم مع بعضهم البعض.
لا بد أن يكون المُتحاور على إلمام بالموضوع الذي يتحدَّث به ليتمكن من إقناع الطرف الآخر وإيصال فكرته له. وقد يتطلّب ذلك منك بعض الوقت حتى تكون قادرًا على التأثير على الآخرين وإقناعهم، ولا يتم ذلك إلّا بمعرفة المعلومات التي تسترعي اهتمام من تتحدث إليه.
يجب عليك ضبط تصرفاتك وانفعالاتك أثناء الحوار وعدم المبالغة بها. ويعّد الثبات الانفعالي أحد أهم المهارات أثناء الحوار، فالانفعال يعتبر مُشتتًا أو مزعجًا للمستمع، وينتج عنه الفشل في إيصال الفكرة في معظم الأحيان.
وأخيرًا يجب علينا أن نتذكر أن الحوار يدور حول فهمنا لآراء الآخرين لإيجاد الأجوبة التي نبحث عنها والحصول على التفاهُم المُتبادل، وأن الحوار الفعال ينتج عنه فوائد كثيرة تنعكس على أذهاننا وتصرفاتنا
ومُجتمعنا أيضًا. يمكنك الاطّلاع على كُتيب أساسيات الحوار الذي تُقدّمه مؤسسة توني بلير للتغيير العالمي للتعرُّف على المزيد من أساليب الحوار الناجح.