تطور التطوع في المملكة العربية السعودية خلال السنين

أعمال الخير التي شكلت هويتنا
لطالما وقف العمل التطوعي كأساس لبناء المجتمع السعودي، مما يجعله جزءًا أساسيًا من أسلوب حياتنا. تتعمق هذه المقالة في التاريخ والموارد التي يمكن للمرء المشاركة فيها.

 

شكّل التّطوّع المجتمع السّعودي على كافّة الأصعدة؛ بدءًا من الحفاظ على البيئة وانتهاء بمد يد العون للمحتاجين. التّطوّع عماد من أعمدة صناعة مجتمعنا. يعرُّف مقال كتب في صحيفة الجزيرة العمل التّطوعي على أنّه: "ما يتبرّع به الفرد من ذات نفسه من الوقت أو الجهد أو المال أو الخبرة أو المعلومات دون انتظار عائد مادي". تتنوع مجالات التّطوّع بين خدمات تطوّعيّة يوجّهها المجتمع، ومبادرات شخصية تقوم على أساس التّراحم، لذا فهي سبب ترابط مجتمعنا الوثيق اليوم. صقل العمل التّطوّعي قادة العالم وروّاده، وأصبح جزءًا راسخًا من حياتهم التي تهدف باستمرار لتحسين مجتمعنا المتنامي. يشير أحد تقارير وكالة الأنباء السّعوديّة إلى أنّ التطوّع مُثرٍ للجهود الخيريّة المجتمعيّة، ويقود لتأسيس روابط قويّة تقوم على الوفاء والتّراحم.

 

توجد تقريبًا 1000 مؤسّسة وجمعيّة غير ربحيّة في المملكة العربيّة السّعوديّة، وتعمل الحكومة على تطوير هياكلها الأساسيّة ولوائحها لزيادة المجالات المستفيدة من قطاع التنمية. تقدّم أيضًا دعمًا لبرامج تخدم المجالات الاجتماعيّة في البلاد، وتدريب العاملين، وجذب المتطوّعين لهذه الميادين. تركّز المملكة العربيّة السّعوديّة جهودها على تنشيط القطاع غير الرّبحي في مجالات الإسكان والصّحة والتّعليم والبحث وتنفيذ مجموعة من البرامج والفعاليات. كما يعد الخامس من شهر ديسمبر يومًا مهمًا يحتفل به في المملكة منذ الأعوام الثلاثة الماضية، ألا وهو اليوم السعودي للعمل التّطوّعي.

 

 

أضف لهذا أنّ العمل التّطوّعي ركيزة من ركائز مجتمعنا، وهو لبنة جوهريّة في صرح النّهضة السّعوديّة الملحوظة في السّنوات الأخيرة. في عام 1960، تم إضفاء الطابع المؤسسي على المساعدات الاجتماعية والتطوع من خلال إنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية (حالياً، وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية). وعلاوة على ذلك، وقبل توحيد المملكة، تطوعت صناديق الأسر الخيرية وقدمت المعونة لمساعدة مجتمعها المحلي. لا يقل العمل التطوعي أّهميّة عن باقي الأْعمال، وتظهر صوره في مجالات كثيرة منها: التّعليم، والصّحة، والتنمية الاجتماعية، والإشراف على أصحاب الاحتياجات الخاصّة كذوي الهمم وكبار السّن والأيتام والأرامل. طُبّقت الممارسات التّطوّعيّة بشكل فاعل في نظام العمل السّعودي بهدف تعزيز مفهوم مؤازرة ودعم الآخرين.

 

 

دشنت المؤسّسات السّعوديّة بعض من المبادرات التّطوعيّة، ومنها:

 

بوّابة الفرص التطوّعيّة الوطنيّة التّابعة لوزارة الموارد الاجتماعيّة والتّنميّة الاجتماعيّة التي تعتبر حاضنة لعدد مهول من الفرص التّطوّعيّة، وذلك لتوفيرها قاعدة بيانات للمهتمين بتحسين مهاراتهم القياديّة أو التّطوّع في المجتمع. تجمع هذه البوّابة مليون متطوّع، وهو ما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 المتعلّقة بالعمل التّطوّعي والتنمية المستدامة.

 

تكاتف جمعية سعوديّة تسعى لنشر ثقافة العمل التّطوعي والمبادرة. تضم أكثر من 30.000 متطوّعًا في مختلف الميادين والصّناعات. تكاتف تهدف لغرس مفهوم المواطنة، والمجتمع، والعمل الجماعي ضمن الأعمال التّطوّعيّة.

 

وقد أطلقت هيئة الهلال الأحمر السعودي منصة للتطوع تتيح مجموعة واسعة من الفرص لضمان التثقيف الصحي في المجال العام. وهي أيضا المورد الرئيسي للتطوع في الحج والعمرة، مما يجعلها المكان الرسمي للتعيين والعمليات. وللمنصة قاعدة بيانات خاصة بها تعاونت مع الجهات الحكومية لتطبيع العمل التطوعي في المجتمع السعودي

 

نلاحظ بالإشارة إلى التّطوّع في المملكة العربيّة السّعوديّة أهميّته في إرساء قواعد المجتمع، ومع ازدياد عدد الجمعيات والأفراد المبادرين، يتبيّن أنّ العمل التّطوعي في نمو مستمر. يعود اهتمام الشّباب السعوديين بالأْعمال التّطوّعيّة إلى أعوام طويلة، وسينمو حتّى يمسك أكبر عدد منهم بزمام القيادة.

 

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات