مستقبل التطوع الواعد في مجتمعنا

هل من متطوعين؟
يحث الإسلام على التطوع، ويشجّعه المجتمع السعودي. الشباب السعودي على ناصية الحراك التطوعي نحو مساعدة المحتاجين، وفي المقابل طوّر التطوع من مهاراتهم القيادية.

"فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ" (سورة البقرة ١٨٤) 

 

بمجرد زيارة الموقع الرسمي للمنصة الوطنية السعودية للتطوع، ستجد الآية السابقة باستقبالك في مستهل الصفحة الرئيسية. تسلط التعاليم الإسلامية دومًا الضوء على الآثار الإيجابية للعمل التطوعي وخاصة على الأفراد على وجه التحديد، وعلى المجتمعات ككل. إن العطف واللطف والكرم تعد جزءًا لا يتجزأ من النسيج الثقافي العربي، ويستدل على ذلك من خلال ثروة المبادرات التطوعية، سواء الحكومية منها أو الخاصة في المملكة. ظهر تقرير حديث نشرته الهيئة العامة للإحصاء السعودية أن ما نسبته 16.8٪ من السعوديين يتجهون للعمل التطوعي وأمضوا 52.2 ساعة في التطوع خلال العام السابق. نظرًا لأن الوباء يجبرنا حاليًا على التباعد الاجتماعي، فنحن نشهد بشكل مباشر كيف يوحد العمل التطوعي البشرية.

في أبريل 2020، أطلقت وزارة الصحة السعودية منصة تطوعية للسماح لأفراد المجتمع بالانضمام إلى فريق التصدي لجائحة كوفيد-19.

تم تسجيل حوالي 100 ألف عضو، 65 ٪ منهم من الذكور

 

فيما يلي سنطرح الأسباب التي تجعل التطوع بنظرنا استثمارًا مربحًا على الصعيد الشخصي:

 

  •  التواصل: الإلتقاء بأشخاص من جميع مجالات الحياة سيوسع بالتأكيد آفاقك ويجلب لك العديد من الفرص. بالإضافة إلى أنك ستتعلم من تجارب الآخرين وتكوّن بعض الصداقات في طريقك، وستلتقي بمن يقاربك في الفكر. وربما تمكنّك من التطلع إلى فرصة وظيفية أفضل، إذ يمكن لهذه الشبكة الشخصية أن ترجح الاحتمالات لصالحك.

  • التقارب: يمكن للعمل التطوعي مع العائلة والأصدقاء أن يعزز ويحسن من جودة علاقاتكم، خاصة مع الجداول الزمنية المزدحمة. بالإضافة الى حقيقة أنه يمكن أن يساعد في تحفيزك والحفاظ على حماستك طوال فترة التطوع، فهي طريقة رائعة لك لتكون نموذجًا يحتذى به وقدوة لأفراد الأسرة الأصغر سنًا.

  • تعزيز الثقة: إن الدفع بذاتك خارج منطقة الراحة الخاصة بك، والعمل على الإنجاز والتحقيق، وشحذ المهارات الموجودة مسبقًا، وإتقان الجديدة منها سوف ينعكس بالتأكيد على نظرتك إلى ذاتك واحترامك لها. حتى القرارات التي ستتخذها ستدعم إيمانك بقدرتك على التغلب على أي شيء وجميع الصعاب بمجرد أن تقرر ذلك!

  • صحة أفضل: يمكن للمشاركة في العمل التطوعي مواجهة الآثار السلبية للإجهاد والتوتر كما أنها قد تساعد الأفراد في التعامل مع التحديات النفسية والعقلية، مثل القلق والاكتئاب على نحو أفضل. ففي النهاية، للنشاط فوائد جسدية عظيمة حتى وإن قل.

    العثور على الهدف والشغف في الحياة:
    إن العمل التطوعي في مختلف المجالات، قد يمكنك من اكتساب العديد من الرؤى ووجهات النظر المختلفة والشاسعة. تحقيق أهدافك والعثور على الشغف الحقيقي قد يتحقق في وقت مبكر أو حتى متأخر في حياة كل إنسان لكن عملية الاستكشاف والبحث والإطلاع على العديد من المجالات بالإضافة إلى استكشاف الذات ونقاط القوة والضعف الشخصية ستزيد من احتمالية ذلك. يتجه ما يقارب 41٪ من السعوديين للعمل التطوعي لأنهم يجدون أن الرغبة في مساعدة الآخرين محفزة، و29٪ منهم نابع عن الشعور بالالتزام الوطني. العطاء يزرع السعادة والرضا على المستويين الشخصي والمهني.

  • سيرة ذاتية أكثر إبهارًا: يمنحك التطوع نقاطًا تميزك في مجال التقديم على وظيفة أحلامك. سيكون لديك شيئًا ملموسًا إلى جانب مهاراتك التي اكتسبتها. إذا كنت تتطلع أيضًا إلى العمل في مجال معين فإن التطوع بذلك المجال سوف يظهر صدق اهتمامك.

 

مع انطلاق رؤية 2030 بالكامل، تم الاعتراف بالعمل التطوعي كوسيلة لا غنى عنها لتمهيد طريق تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) محليًا ودوليًا. تتناول أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي أقرتها الأمم المتحدة القضايا المدنية الرئيسية بما في ذلك على سبيل المثال القضاء على الفقر والجوع وضمان المساواة بين الجنسين والتعليم العادل وتوافر المياه ومكافحة تغير المناخ. حيث يبني العمل التطوعي جسور التواصل بين القطاعات الحكومية والفردية، بإثرائه للتكاتف المجتمعي. بالإضافة إلى ان العمل التطوعي يشجع على المشاركة الديناميكية في الشؤون الإجتماعية.

 

فيما يلي خطوات تمكنك كمتطوع من ترك أثرك الخاص من خلال مواجهة التحديات الاجتماعية:

 

  1. زيادة الوعي: إن تغيير سلوكيات وعقلية الآخرين تجاه الأهداف المختلفة له تأثير مضاعف. إن الخير الذي تزرعه مهما قل وصغر سيتكاثر
    ويصل في النهاية إلى شريحة أوسع من المجتمع، وهو أمر لا يمكن تحقيقه من خلال الإجراءات المؤسسية وحدها.

  2. بدء الحوار لتحقيق التغيير: التعبير عن رأيك وعن أصوات الأقليات المهمشة يعزز الشعور العام بالشمولية والإنصاف. بهذه الطريقة يمكنك بالفعل تحقيق التغييرات وتكييفها وفقًا للاحتياجات المحددة لمجتمعك.

  3. طرح معايير جديدة للتقدم: تتيح عملية جمع البيانات والتخطيط ومراقبة تأثير مبادرات معينة على المجتمع إجراء تقييم أكثر دقة للجهود المتوفرة.

  4. الدعم الفني وتعبئة الموارد: المهارات الشخصية التي تطورها في ذاتك لابد وأن تسهم في المصلحة العامة. إن المجتمع الذي يتكاتف للاستفادة من نقاط القوة وسد الثغرات هو بالتأكيد يخلق إطار هيكلي أكثر صلابة للتعامل مع أدق التفاصيل.

 

 

فيما يلي قائمة بالمواقع والمنصات التي تساعدك للبدء بالمساهمة بالأعمال التطوعية:

١. منصة المتطوعين الوطنيين السعوديين

٢. منظمة تكاتف التطوعية

٣. منصة كوفيد-١٩ للتطوع

٣. هيئة الهلال الأحمر السعودي

٤. مركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية والإغاثة

 

 

 

هل استمتعت بقراءة هذه المقالة؟

شاركنا برأيك أو أسئلتك على

[email protected]

 

 

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات