الاستثمار الاجتماعي
مع زيادة وعي الشباب بالقضايا المجتمعية والبيئية في السنوات الأخيرة، زاد انتشار مفهوم «الاستثمار الاجتماعي»، وأصبح كثير من الشباب راغبين في دخول هذا المجال، فما الفرق بينه وبين أي مشروع تجاري آخر؟.
تُعرّف الخبيرة في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية لجين العبيد بأنه استغلال رؤوس الأموال في مشروعات تجارية تولد أرباحاً، وفي نفس الوقت تترك أثراً، وذلك من خلال بناء حل مستدام لتحدِ اجتماعي معين، يستفيد منه أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
الفرق بين الاستثمار الاجتماعي وغيره من المشروعات
نظراً لأن «الاستثمار الاجتماعي» يدر أرباحاً ويُحدث أثراً، ومن ثم قد يختلط الأمر على كثيرين ممن يمكن أن يصنفوا مشروعاً تجارياً عادياً تحت بند «الاستثمار الاجتماعي»، فقد أوضحت العبيد الفروقات بينهما، مشيرة إلى أن المشروعات التي لا تُصنف داخل هذا المجال هي تلك التي يركز نموذج العمل بها على توليد الأرباح فقط، دون وضع المستفيد بعين الاعتبار عند أخذ القرارات القيادية.
وضربت العبيد مثالاً بشركة «أوبر»، مشيرة إلى أن هذه الشركة رغم أنها تحل مشكلة موجودة في المجتمع، إلا أن نموذج العمل بها لا يقوم فقط على التركيز على المستفيد، سواء كان السائق الذي يعمل مع الشركة من خلال زيادة الدخل، أو الركاب.
وعلى الجانب الآخر قدمت العبيد نموذجاً وطنياً للاستثمار الاجتماعي، وهو شركة «لمسة» التي تقدم محتوى عربياً للأطفال يتناسب مع قيم المجتمعات العربية، حيث تعمل الشركة على تطوير المحتوى بالتعاون مع أفضل الخبراء على مستوى العالم، وبذلك تحل مشكلة نقص المحتوى العربي القيًم للأطفال.
الاستثمار الاجتماعي ورؤية 2030
يلعب «الاستثمار الاجتماعي» دوراً كبيراً في تحقيق رؤية المملكة 2030، حيث أشارت العبيد إلى أن من أهداف الرؤية أن يساهم القطاع غير الربحي في الإنتاج المحلي الإجمالي بنسبة 5%، موضحة أنه يساهم في الوقت الحالي بأقل من 1%.
تؤكد العبيد إلى أنه لا يمكن زيادة هذه النسبة لتحقيق الهدف المرجو، إلا من خلال تضافر الجهود بين العديد من الكيانات، مشيرة إلى أن الاستثمار الاجتماعي يمكن أن يساهم في ذلك، لأن من خلاله يمكن جذب رؤوس الأموال، وتحقيق أثر مستدام، وبالتالي يمكن من خلاله جذب المتبرعين والمستثمرين التقليديين على حد سواء، وليس فقط المتبرعين مثلما يكون الوضع في حالة الجمعيات والمؤسسات الخيرية.
الشباب والاستثمار الاجتماعي
كثير من الشباب يكون متحمساً لدخول مجال «الاستثمار الاجتماعي» لكنهم لا يعرفون من أين يبدأون، وهنا تشير العبيد إلى أن هناك مسارين أمام مثل أولئك الشباب، أولهما أن يكون لديهم رأس مال كافِ لاستثماره في مشروعات ريادة الأعمال الاجتماعية.
وثانيهما أن يقوم الشباب ببناء حل مبتكر ومستدام لتحدِ اجتماعي معين، وأكدت العبيد على أن الوصفة السحرية للنجاح في هذا المجال تكمن في أن يكون الشاب شغوفاً جداً بفهم المشكلة وحلها، وأن تكون هاجسه الأساسي الذي يسعى طوال الوقت لإيجاد حل لها.
وأشارت العبيد إلى أنه ليس من الضروري أن يكون كل الشباب رواد أعمال أو مستثمرين اجتماعيين حتى يتركوا أثراً، مؤكدة أن من الممكن أن يعمل الشخص في مجال مثل التعليم ويترك أثراً مستداماً من خلال تعليم الشباب.