تعتبر شركة جرير رائدة في الشرق الأوسط في مجال المنتجات التقنية والإلكترونيات واللوازم المكتبية والكتب، حيث وصل عدد معارض جرير إلى قرابة 70 معرض تابعة لمكتبة جرير (للبيع بالتجزئة) و 4 مكاتب مبيعات خارجية أيضا تابعة لمكتبة جرير بخلاف منصتها الالكترونية التي تمارس من خلالها .خدمات البيع
لديها كذلك ٥ معارض تتبع جرير للتسويق (بيع بالجملة) وعدد 5 مكاتب مبيعات أيضاً للبيع بالجملة.
المصدر: https://www.jarir.com/about-jarir/company-profile
بعد مرور أكثر من عقد على افتتاح المعرض الأول لجرير بلغت قيمة الشركة السوقية اليوم (١٧,٦٩٥مليار ريال سعودي) حيث مرت الشركة بعدة مراحل في تاريخها الى أن أصبحت رائدة في مجالها، وفي عام 2000م تحولت الشركة من شركة عائلية إلى شركة مساهمة مغلقة برأس مال بلغ 240 مليون ريال، وأدرجت في سوق الأسهم السعودية بنهاية عام 2003م لتحقق بعده نجاحات كبيرة في التوسع وتحقيق عوائد كبيرة وكذلك توزيع أرباح مجزية بشكل مستمر على مستثمريّ الشركة.للمزيد ملف الشركة السوق الرئيسية.
ماذا كان خلف هذا النجاح؟
بدأت جرير نشاطها التجاريّ كمكتبة مختصّة في بيع وتوفير الكتب والأدوات المدرسيّة كالأقلام والدفاتر والقرطاسيات، واستمرت في هذا النشاط لفترة مما أدى إلى تقلّص حصتها السوقيّة في المملكة وحاولت بعدها الدخول في بيع الأجهزة والإلكترونيات في التسعينات كوسيلة لتحسين الأوضاع وفتح أسواق جديدة ولكن لم تكن التجربة ناجحة بسبب أنها لم تكن تملك مركز صيانة آنذاك، وكمحاولة لتخطيّ هذه التحديات حاولت جرير إدراج اسمها في سوق الماليّة السعوديّ وقررت بيع 30% من ملكية الشركة وتحويلها إلى شركة مساهمة لحل مشاكلها الماليّة وتجاوز قضيّة الأجيال القادمة التي كانت تٌقلق المؤسسين فيما يخصّ قيادة وإدارة المنشأة من الأبناء والأحفاد عن طريق الالتزام بتطبيق أعلى درجات الحوكمة في الشركة التي كانت تفرضها أنظمة السوق المالية.
ما هي طموحات وأهداف المؤسسين؟
عندما توسّعت الشركة كبرت معها أهدافها وأصبحت تستهدف فئات مختلفة من المجتمع وبدأت بتوفير أنواع مختلفة من المنتجات مثل الألعاب الإلكترونيّة وأجهزة الجوال وبعض من المستلزمات المكتبيّة وعززت حينها العبارة الشهيرة التي اُرتبطت في العلامة التجاريّة "جرير ليست مجرّد مكتبة" والتي تسعى من خلالها إلى :
نوّعت جرير منتجاتها وبدأت باستهداف فئات مختلفة من المجتمع مثل الطلاب وسعت إلى توفير المنتجات التي تلائمهم مثل الألعاب والكتب والأدوات القرطاسيّة وأيضًا الموهوبين الذين يبحثون عن الأدوات الخاصة بالرسم مثل الفرش المائية والألوان وحتى على صعيد الشركات والموظفين قامت جرير بتوفير منتجات خاصة بهم مثل أجهزة الكمبيوتر المكتبيّة واللاب توب وغيرها من المنتجات والخدمات.
استمرت جرير في تطوير منتجاتها وخدماتها في سبيل تلبية احتياجات ورغبات العملاء، لم تكتفي فقط في توفير هذه المنتجات إلا أنها حرصت على تقديم تجربة مميزة كما يقول المؤسس محمد العقيل أن والدهم رحمه الله كان حريص على أن تكون تجربة العميل مُميزة ورائعة والتي استلهمها من تجربة في المكاتب الأمريكيّة.
بناء العلاقة مع العملاء كان ولا يزال أحد أهم أولويات جرير، فالعلاقة مع العميل ليست فقط عمليّة شرائيّة إنما هي استثمار طويل الأمد كما ذكر رئيس مجلس الإدارة محمد العقيل أنهم لا يفكرون في كيفية كسب العميل فقط إنما الحفاظ عليه واستمرار العلاقة معه لتكرار الزيارات وزيادة عمليات الشراء.
وفي عام 2003م اُدرجت جرير في سوق الماليّة السعوديّة كشركة مٌساهمة مما أدى إلى زيادة نسبة المبيعات وساعد على انتشارها وتمكينها من فتح فروع في مختلف مدن المملكة حتى وصلت جرير اليوم إلى قرابة الـ 70 فرع وبلغ إجمالي عدد الموظفين في الشركة إلى أكثر من 5500 موظف وحلّ الإدراج معظم المشاكل التي كانت تعانيّ منها جرير في بداياتها وأصبح لها رأس مال استثماريّ يخدم توجهات الشركة وتم تعيين مجلس إدارة يقود ويُدير هذه المنظمة نحو أهداف محددة و واضحة، وتسعى جرير حسب مستهدفاتها السنويّة إلى الوصول لـ 80 فرع في حلول عام 2025م وزيادة معدّل متوسط النمو السنويّ بنسبة 10% وأضاف المتحدّث الرسميّ للشركة الأستاذ محمد العقيل بأن للشركة رغبة بالتوسّع في منطقة الخليج وابتدأت بالفعل بافتتاح فروعها في كل من الكويت والإمارات وقطر ومملكة البحرين.
وحسب التقرير السنويّ لعام 2022م حققت الشركة إجمالي مبيعات يتجاوز الـ 300 مليون ريال وارتفعت مبيعات الجملة بنسبة 54.8% مقارنة مع العام الذي يسبقه ويعود سبب زيادة المبيعات إلى ارتفاع مبيعات معظم الأقسام وخاصة أقسام المستلزمات المدرسية والمكتبية والهواتف الذكية، لم تكن هذه القفزات في المبيعات مجرّد جهود عشوائيّة إنما هي نتيجة من النهج المنظم والواضح والذي يعكس رؤية ومستهدفات الشركة.
نهج جرير واستراتيجيّة الاستدامة:
تستند استراتيجية الاستدامة التي تطبقها جرير إلى مبادئ قوية للمسؤولية الاجتماعية للشركات وإشراك أصحاب المصلحة وإحداث الأثر الإيجابي في المجتمع، إضافة إلى ذلك، فهي تأخذ بعين الاعتبار التطورات والتغيرات السريعة والتي من شأنها أن تٌحدث فرص ومخاطر جديدة تتعلق بالجوانب البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، ولا تهدف الجهود التي تقدمها جرير إلى الحد من الآثار السلبيّة على البيئة فقط، بل تسعى أيضًا إلى تعزيز وخلق قيمة حاليّة وطويلة الأجل لكل من العملاء وأصحاب المصلحة الرئيسيين.
ولتحقيق رؤية المنظمة فقد صممت هذا الإطار الذي يتكوّن من ست ركائز ُتعرض في الشكل أدناه.
1- الالتزام بالمسيرة المٌستدامة
تعرف جرير بشفافيتها المؤسسيّة، لذا فهي تلتزم بأداء الأمور الصائبة دوما وتعدّ الاستدامة بالنسبة لجرير مسألة حيويّة.
2- عمليات تشغيل مسؤولة قائمة على تقاليد عمل راسخة لتشكيل المستقبل
تركز جرير على امتلاك وتطبيق الهياكل التنظيمية، والسياسات والإجراءات الصحيحة لضمان ممارستها لحوكمة رشيدة ذات أساس راسخ.
3- العمل معا لإنتاج المعرفة والابتكارات
تتبنى جرير أحدث الإمكانيات الرقميّة التي تجعلها تتفوق على نماذج العمل التقليديّة في إنتاج المعرفة وذلك من خلال تميزها في الطرق التي تقدم بها منتجاتها وخدماتها في العالم الرقميّ.
4- وضع العملاء كأولويّة
تركز جرير على منح الأولويّة لمصالح العملاء ومساعدتهم على الازدهار والنمو و جعل المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة متوفرة ومتاحة لهم باستمرار.
5- تقدير وتحفيز المواهب
تثمن جرير جهود موظفيها وتلهمهم لتقديم أفضل الإمكانيات لتحقيق مستهدفات المنظمة.
6- إدارة الآثار البيئيّة
تلتزم جرير بتقليل آثار العمليات التشغيليّة على البيئة.
التسويق والرسائل الإعلانية
ركزّت جرير رسائلها الترويجيّة وجهودها التشغيليّة على إشباع احتياجات ورغبات عملائها المتجددة، فهي لم تكتفي فقط في توفير المنتجات وتنوعها ولكن أيضًا كانت مواكبة للتغيرات المٌستمرة في سلوك المستهلكين واحتياجاتهم.
على سبيل المثال في هذه الحملة التي نفذتها جرير في 2022م:
حاولت من خلالها توصيل عدّة رسائل للمجتمع والتي كانت امتدادا لجهود سابقة:
الدروس المستفادة:
1- وضع العميل كأولويّة: وهذا يعني أن كل الخطط والاستراتيجيات تركز على تلبية احتياجات العملاء والحفاظ عليهم ومواكبة احتياجاتهم وتطلعاتهم.
2- التفكير الإبداعيّ: فبدلاً من صب الجهود في ترويج الكتب والأدوات المدرسيّة، ركزت جرير على منتجات أخرى يحتاجها الطالب مثل الألعاب والأجهزة الإلكترونيّة.
3- الحضور الدائم: لم تكتفيّ جرير في بناء اسم وعلامة تجاريّة، بل استمرت في ترويج نفسها والظهور في كل الفعاليات والمناسبات التي يتفاعل معها المجتمع.
