للقادة الشباب اليوم، نشارككم دراسة حالة لشركة العثيم بقيادة رائد الأعمال عبد الله العثيم الذي واصل شغف والده وحنكته في مزاولة تجارة بيع المواد الغذائية الاستهلاكية منذ البداية وحتى الآن.
تعد شركة عبد الله العثيم المعروفة اليوم باسم " العثيم القابضة " والتي تضم تحتها شركة أسواق عبد الله العثيم واحدة من أهم الشركات العائلية السعودية التي ساهمت بدورها في عجلة التنمية والاقتصاد السعودي، آفاق جديد افتتحها عبد الله العثيم لتحويل هذه المؤسسة الصغيرة التابعة لوالده صالح العثيم رحمه الله إلى شركة تٌقدر بالمليارات اليوم في السوق السعودي.
واجهت مجموعة العثيم تحديًا عند التوسع من كونها شركة محلية صغيرة إلى أحد أكبر سلاسل البيع بالتجزئة ، وكانت ترغب في الحفاظ على مبادئها الأساسية وتركيزها على نموذج يركز على العميل، ومع هذا فإن التكيف مع هذا التغيير الكبير كان أيضاً تحدي كبير، كان عليهم أن ينموا بسلاسة دون أن يفقدوا طابع أعمالهم في هذا التحول فسعت المجموعة للحفاظ على سمعتها، حيث كان رضا العملاء هو المفتاح والمزاولة المستدامة للعمل مع القيم المحددة كانت أمرًا مهمًا.
الأهداف:
هدف العثيم هو تحويل محل بقالة متواضع إلى سلسلة بيع تجزئة مشهورة، حيث سعوا لضمان ولاء العملاء والرضا التام عن طريق تقديم منتجات ذات جودة عالية بأسعار منافسة والتي هي أيضًا جزء من خطتهم بمرور القيادة من جيل إلى جيل.
اعتمدت الشركة استراتيجيات تركز على المبادئ الأساسية في تحليل السوق، والابتكارات التسويقية، واستراتيجيات التمويل، والقيم المشتركة عبر الأجيال.
تحليلات عامة:
انتقال القيادة: استمد عبد الله العثيم شغف العمل التجاري من والده. تعلم مبادئ التجارة التي أسست أساس معرفته في مجال الأعمال.
القيادة متعددة الأجيال: اختارت الشركة تجنب التغيير المفاجئ في القيادة وتبنت نهج القيادة متعددة الأجيال. استطاع صالح العثيم رحمه الله دفع أبناءه للأدوار القيادية وإعطائهم الصلاحيات في عمر مبكر، وساهم في اكتسابهم لهذه الخبرة من خلال التعليم المستمر والانغماس التدريجي عبر المزاولة والعمل الذي مكّنهم من تولي القيادة بطرق لا تسبب الكثير من المخاطر بعد وفاته. سمح نهج العمل بالقرب من القادة الحاليين مع الاستمرار في الحصول على الدعم والتوجيه والاستشارات من الجيل السابق من اكتساب خبرة عملية للأجيال الجديدة تمكنهم من تولي المناصب القيادية.
القيم المشتركة: لعبت القيم المشتركة دورًا هامًا في نجاح الشركة حيث تم تمرير الرؤية بين الأجيال بشكل منتظم. لقد عمّق الجيل الثاني والثالث فهمهم للشركة من خلال ما ذكرناه سابقا وفهموا أسسها وهدفها.
أفضل المنتجات بأقل الأسعار
تقديم منتجات استراتيجية: تهدف الشركة إلى تقديم منتجات عالية الجودة ضمن نطاق سعري معقول حتى تمكنت من الحصول على ولاء العملاء من خلال هذه الاستراتيجية.
التركيز على احتياجات المستهلك الأساسية
التوجه نحو العميل: تركز هذه الاستراتيجية على تحديد احتياجات العميل. تتجنب الشركة التنوع في قطاعات غير ذات صلة للحفاظ على سمعة قوية للشركة.
استراتيجيات التسويق
استراتيجيات التسويق: تستخدم الشركة عروضًا ترويجية أسبوعية لتثير اهتمام العملاء، ساعدت تقنيات التسويق الفريدة في جذب عملاء جدد والاحتفاظ بالعملاء الحاليين.
الاستراتيجيات التمويلية للانتشار والتوسّع
خصصّت شركة العثيم فريق مختص بإدارة مواقع فروعها، وأوكلت إليهم التفكير بشأن استراتيجيات تمويلية تساعدهم وتمكنهم من التوسّع والانتشار فبدلاً من افتتاح عشرة فروع في السنة وضعت هدفاً أكبر واستطاعت تحقيقه عبر استراتيجية تملك الأراضي والعقارات وبنائها ومن ثم بيعها وإعادة استئجارها وبهذه الإستراتيجية استطاعت أن تحقق هدفها وهو افتتاح ثلاثين فرع خلال السنة.
استراتيجية خدمة العملاء
تميز خدمة العملاء: تؤكد الشركة على احترام جميع العملاء وتقديم خدمة عالية الجودة تضمن للعملاء شعورًا بأهميتهم. بالتالي، يتم بناء الثقة والشعور بالولاء تجاه العثيم.
نقاط التحّول في رحلة الاستثمار الناجح: العثيم بالأرقام
1-النمو المالي :في يونيو 2008م، قامت شركة أسواق عبدالله العثيم بطرح 30% من أسهمها وكانت هذه نقطة تحّول مهمة، حيث كانت تبلغ قيمة الشركة آنذاك 900 مليون ريال سعودي،فمكّنها هذا الطرح من تحقيق معدلات نمو إيجابية تؤكد الاستراتيجية والرؤية الصحيحة التي اتبعتها الشركة لنمو وتطّور ملحوظ.
ملف الشركة السوق الرئيسية على تداول السعودية
-التوسّع في السوق: في 2010م، قررت الشركة التّوسع خارج المملكة والدخول إلى أسواق مصر بمبلغ أولي قدره 144 مليون ريال سعودي، وتم افتتاح أول 15 فرع في عام 2015م وذلك ضمن خطة التوسع في إنشاء سلاسل باسم العثيم في السوق المصري.
وبناءً على كل الجهود التي بذلتها الشركة منذ تأسيسها وحتى الآن، تبلغ قيمة المنشأة اليوم 13 مليار ريال سعودي تقريباً.
لقراءة التقارير السنوية للشركة
ونهاية، فإن الاستثمار الناجح في الجيل القادم يكمن في تمكين الشباب للقيادة وتوجيههم وتوفير الفرص لاكتساب الخبرة، وبناء الأهداف والقّيم المشتركة وتطوير معرفتهم ومهاراتهم، ودمجهم في سوق العمل، يٌمكن للشركات العائلية في المملكة تحقيق نجاح مستدام عبر الأجيال بجذور راسخة من الأباء والأجداد.