using MiskFoundation.BLL.Custom;

ما هي ريادة الاقتصاد الدائري وكيف تخلق مزيداً من الفرص؟

تُسلط هذه المقالة الضوء على دور ريادة الأعمال في دفع عجلة الاقتصاد الدائري وتحقيق مستقبل مستدام.
 
 

مع تزايد نسب الوعي بمفهوم الاستدامة وحمايِة البيئة ومحدودية موارد كوكبنا وسعينا الدائم إلى تقليل الاستهلاك واللجوء إلى البدائل التي تعد صديقة للبيئة يظهر مفهوم "الاقتصاد الدائري" كنظام يسعى إلى القضاء على الهدر وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد بدلًا من اتباع نمط الاستهلاك الخطي الذي يركز على فكرة " إنتاج ثم استخدام ثم إتلاف" هذا النوع من الأنماط الاستهلاكية الذي ينمو بمعدلات متسارعة يهدد من استدامة النظم البيئية ويٌعرض الأجيال القادمة لخطر نقص الموارد، وكما يقول الكاتب الأمريكي "هنري ديفيد ثورو":"إنّ الأرضَ لا تُورّثُ لأبنائنا، بل نستعيرُها من آبائنا." ولذا فإن الاقتصاد الدائري كنظام يركز على إعادة استخدام المواد وإعادة تصنيعها وإصلاحِها، ممّا يُقلّلُ من استهلاك الموارد الطبيعية ويُخفّف من وطأةِ التلوث على البيئة.

ما هي ريادة الأعمال في الاقتصاد الدائري؟

تُمثّل ريادة الأعمال في الاقتصاد الدائري قوة دافعة رئيسية لتحقيق اقتصاد دائري شامل، من خلال ابتكارِ نماذج أعمال جديدة وتطبيق تقنيات مُستدامة، يمكنُ لروادِ الأعمال أن يُساهموا في تقليل الهدر، وحمايةِ البيئة، وخلق فرص عمل جديدة، وتحسين نوعية الحياة للأجيال القادمة. أما بالنسبة للاقتصاد الدائري فقد قدمت مؤسسة إلين ماك آرثر على موقعها التعريف التالي "للاقتصادي الدائري: " هو نظام لا تتحول فيه المواد إلى نفايات أبدًا ويتجدد فيه الطبيعة، وفي الاقتصاد الدائري، يتم الحفاظ على دوران المنتجات والمواد من خلال عمليات مثل الصيانة وإعادة الاستخدام والتجديد وإعادة التصنيع وإعادة التدوير والتحويل إلى سماد. يعالج الاقتصاد الدائري تغير المناخ والتحديات العالمية الأخرى، مثل فقدان التنوع البيولوجي والنفايات والتلوث، عن طريق فصل النشاط الاقتصادي عن استهلاك الموارد المحدودة."

وفي عالم ريادة الأعمال يمكن القول بأن الاقتصاد الدائري: هو نظام شامل يُعيد هيكلة النظم الإنتاجية والاستهلاكية لتصبحَ أكثرَ استدامةً وكفاءةً.

وريادة الأعمال في الاقتصاد الدائري: هي نهج يُطبّق مبادئ الاقتصاد الدائري على مستوى الشركات والأعمال الفردية.

ومن المهم الإشارة إلى أنه إلى حد هذه اللحظة لم يتم توحيد تعريف واضح للاقتصاد الدائري لكن الأهم أن جميع التعاريف الحالية تؤدي ذات الهدف والغرض.

3 مبادئ رئيسية للاقتصاد الدائري:

بناءً على ما سبق فإن الاقتصاد الدائري يعد نموذجًا اقتصاديًا يسعى إلى القضاء على الهدر وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد. ويُمكن تلخيص مبادئه الأساسية في ثلاث نقاط رئيسية:

  • القضاء على النفايات والتلوث
  • إعادة تدوير المنتجات والمواد
  • تقليل الهدر والاستهلاك

وبالتالي فإن مبادئ الاقتصاد الدائري تُتيح فرص جديدة لمشاريع تجارية تُساهم في تقليل الهدر وتعزيز الاستخدام الكفء للموارد. وتُعدّ هذه المشاريع ضرورية لتحقيق تحول حقيقي نحو اقتصاد مزدهر وأكثرَ استدامةً.

وفيما يلي بعض الأمثلة على مشاريع تجارية دائرية واعدة:

  • خدمات تأجير المنتجات: بدلاً من شراء المنتجات، يمكنُ للمستهلكين استئجارَها لفترة زمنية محددة، مثل السيارات والدراجات والأدوات الكهربائية.
  • المنصات الإلكترونية لإعادة البيع: تٌسهل هذه المنصات عملية بيع وشراء السلع المُستعملة، ممّا يُساهم في تقليل الهدر وإطالة عمر المنتجات كتطبيق حراج في السعودية.
  • إعادة التصنيع: من خلال تحويل النفايات والمواد المستعملة إلى منتجات جديدة ذات قيمة.
  • الإصلاح والصيانة: تقديم خدمات الإصلاح والصيانة للمنتجات المُستهلكة بدلاً من استبدالِها بمنتجات جديدة.
  • التصميم من أجل إعادة التدوير: تصميم المنتجات بحيث يسهل تفكيكُها وإعادة تدوير مكوناتها.
  • الزراعة العضوية: إنتاج طعام صحي دون استخدام المواد الكيميائية الضارة، ممّا يُقلّل من التأثير البيئي.
  • الطاقة المتجددة: إنتاج واستخدام طاقة نظيفة ومستدامة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأخيرًا: كيف تخلق ريادة الأعمال في الاقتصاد الدائري المزيد من الفرص؟

  • تطوير مشاريع تجارية جديدة:

تُتيح مبادئ الاقتصاد الدائري أفكارًا جديدة لمشروعات تجارية لم تكن موجودة في الماضي، مثل مشروعات إعادة التدويرِ وإعادة التصنيع مما يُؤدي إلى خلق طلب على وظائف جديدة في مجالات مختلفة، مثل الهندسة، والتصميم، والإدارة، واللوجستيات.

  • دعم الابتكار:

تُحفّز مبادئ الاقتصاد الدائري الابتكار وتطوير تقنياتٍ جديدةٍ، مما يُؤدي إلى خلق فرص عمل في مجالات البحث والتطوير والتصميم.

  • تعزيز الاستدامة:

تُركّز مشاريع الأعمال الدائرية على الاستخدام المستدام للموارد، مما يُؤدي إلى خلق فرص عمل في مجالات مثل الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والزراعة المستدامة.

  • تحسين كفاءة سلاسل الإمداد:

تسعى مشاريع الأعمال الدائرية إلى تقليل الهدر في جميع مراحل سلسلة الإمداد، من استخراج المواد الخام إلى تصنيع المنتجات والتخلص منها ويُؤدّي ذلك إلى زيادة الحاجة إلى موظفين في مجالات مثل إدارة سلسلة الإمداد والتحليلات واللوجستيات.

  • تعزيز الاقتصاد المحلي:

تميل مشاريع الأعمال الدائرية إلى الاعتماد على الموارد المحلية والأيدي العاملة المحلية، مما يُسهم في تنمية الاقتصاد المحلي وخلق فرص عملٍ جديدةٍ.

وختامًا، مستقبل بيئتنا مرهون بسلوكنا اليوم فكل فرد منّا يُمكنه المساهمة في تحقيق الاستدامة من خلال تبنّي أنماط استهلاك مسؤولة ودعم مشروعات رواد الأعمال في الاقتصاد الدائري. كما تُمثل ريادة الأعمال في الاقتصاد الدائري شعاع أمل ينيرُ دروب المستقبل نحو عالم أكثر استدامةً وازدهارًا. فمن خلال إبداع رواد الأعمال وابتكارهم، وتعاونهم مع الحكومات والمؤسسات الداعمة، يمكنُنا تحويل هذا النموذج الاقتصادي إلى واقعٍ ملموسٍ يُحقّق التوازن بين احتياجاتنا الحالية واحتياجات الأجيال القادمة.

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات