قرار الاستقالة قد يكون فرصة للموظف بأن يطور ويحسن من نفسه بالانتقال إلى جهة عمل أخرى تلبي وتحقق أهدافه الشخصية، وفي ذات الوقت قد يكون قرار يحمل الكثير من المخاطر والتحديات. وهنا سنذكر أبرز النقاط التي يجب عليك أن تأخذها بعين الاعتبار قبل اتخاذ قرار الرحيل.
يعتبر قرار مغادرة العمل من أصعب القرارات التي يمكن أن يتخذها الموظف في مساره المهني، فهذا القرار يحمل الكثير من المخاطر على حياة الموظف الشخصية والمهنية وفي هذه الإضاءة سنتحدث عن هذه الخطوة وتأثيرها وكيف يمكن أن نتأكد عما إذا كنا مستعدين لاتخاذ قرار الاستقالة أو يجب علينا أن ننتظر حتى يحين الوقت المناسب.
جميعنا نتفق بأن الوظيفة هي جزء مهم من حياة الإنسان، فنحن نقضي في مكان العمل ساعات طويلة من يومنا وحياتنا المهنية. لهذا السبب، يجب أن نتأكد من أننا نعمل في بيئة تناسبنا وتحقق لنا الرضا والنجاح الوظيفي. في هذه المدونة سنتطرق إلى بعض النقاط المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل اتخاذ قرار الاستقالة. فإذا كنت تسأل نفسك باستمرار: "متى يجب عليّ أن أترك وظيفتي؟" أكمل قراءة هذه المقالة واختبر استعدادك من خلال الاختبار الشخصي في نهاية الإضاءة، ويمكن أن تجد حينها الإجابة من خلال تقييم وضعك الحالي وأهدافك المهنية والشخصية.
.1. رضاك الشخصي والمهني:
على الرغم من أن قياس مستوى الرضا الوظيفي أمر معقد كونه يعتمد على معايير شخصية تختلف باختلاف الشخصيات إلا أنك الوحيد الذي تستطيع أن تشعر بالإيجابية أو سلبية تجاه مستقبلك المهني ومكانك الوظيفي في المنظمة التي تنتمي إليها وهذا يمكن أن يحدد عما إذا كان البقاء أفضل أو البحث عن فرصة عمل أخرى خيار أنسب.
.2. فرصة للتطور والتقّدم:
توفر بعض الأعمال الوظيفية فرصة للموظف أن يتعلم و ينمو ويطور من نفسه ومهاراته مع مرور الوقت وهذا يساعده على تحقيق ذاته وزيادة حصيلته المعرفية في مجاله من ناحية تطبيقية، لذلك مهم أن تسأل نفسك قبل اتخاذ قرار البحث عن فرصة عمل أخرى إذا كنت لا تزال تتعلم وتتطور في الشركة الحالية أو أنك وصلت لسقف الهرم في اكتساب المهارات والتحسن المهني.
.3. بيئة العمل:
تشكل بيئة العمل دور مهم في راحة الموظف وسعادته في حياته الشخصية، وتزيد من نسبة إحساسه بالارتياح إذا كانت أجواء العمل إيجابية ومحفزة وتعكس بشكل مباشر على أداء الموظف بالعمل، وممكن أن تكون العكس مثل أن تكون سامة أو مملوءة بالطاقة السلبية بين الموظفين لتجعل الاستمرار بهذا المكان أمر مكلف نفسيًا .
.4. التوازن بين العمل والحياة الشخصية:
على الرغم من أن تأدية المهام في خارج أوقات العمل أمر مقبول نسبيًا، إلا أنه ليس دائمًا خيار صحيًا للموظف. فهذا قد يؤثر على علاقاتك الشخصية مع الأصدقاء والأقارب وأيضا على ترابط الأسرة وتواجدك معهم. ومهم أن نعرف بأن هذه ليست دعوة بأن لا تتعاون مع مدراءك بالعمل ولكن حاول أن تحقق التوازن لتحافظ على مستوى إنتاجيتك وحتى تستطيع إكمال مسارك المهني في هذه المنظمة.
.5. تحقيق أهدافك المهنية:
عملك في مؤسسة تساعدك على تحقيق أهدافك الشخصية والمهنية يعتبر عنصر مهم بأن تبذل المزيد وتقدّم أكثر للنمو والتطور في مسارك المهني وأيضا لعكس هذا العطاء على مؤشرات الأداء في المنظمة، ولكن ممكن أن يحدث العكس مثل أن تعمل في منظمة أهدافك تتعارض تمامًا مع ما تسعى إليه المؤسسة فهذا قد يكون أحيانًا سبب في أن تبحث عن جهة أخرى تساعدك في النمو وتساعدهم في النجاح والازدهار.
.6. الاستقرار المالي:
من المعايير المهمة في اتخاذ قرار الاستقالة هو معرفة وضعك المالي بعد مغادرة العمل، وأيضا مهم معرفة قيمتك في السوق ومعرفة مهاراتك وقدراتك الشخصية حتى تتمكن من التفاوض مع جهات مختلفة أو طلب ترقية بكل ثقة في وظيفتك الحالية.
.7. الاستشارة والتفكير الجيد:
يساعد التحدث بشكل مفتوح مع الأصدقاء والأقارب على مساعدتنا في اتخاذ قرارات سليمة، فأحيانًا نكون تحت الضغط ولا يمكن أن نرى الصورة بشكلها الكامل، ولكن عندما نستشير أو نتحدث يمكن أن نستلهم حلول إيجابية وأكثر منطقية.
معرفة متى يجب عليك أن تترك وظيفتك هو قرار شخصي يعتمد على عدة عوامل ومتغيرات تختلف باختلاف ظروف الشخص. يجب أن تضع في اعتبارك تأثير القرار على حياتك الشخصية والمهنية، وتحليل الأوضاع الحالية والظروف الخاصة بك. الاستقالة ليست دائمًا حلًا مناسب وتحديدًا إذا كنت تعاني بالفعل من مشاكل أو ضغوطات نفسية والتي من شأنها أن تؤثر على قراراتك وتجعلك تتصرف دون حكمة أو تروّي، وأحيانًا يكون هناك خيارات أخرى متاحة لتحسين وضعك في الوظيفة الحالية مثل نقلك من قسم إلى آخر أو تغيير فترة العمل إذا كانت لا تناسبك أو أن تطلب العمل عن بعد فترة حتى تستقر فيها. اتخذ القرار بحكمة وبناءً على معرفة دقيقة بما تريده وتحتاجه في حياتك المهنية والشخصية.