الاكتساب السريع للمهارات

كيف يمكن اكتساب وتعلم مهارات جديدة بشكل سريع
اصبح الان في ظل توافر وسرعة الوصول إلى المعلومات من السهل اكتساب المهارات الجديدة بشكل أسرع من أي وقت مضى

إن الاكتساب السريع للمهارات هو مصطلح جديد بدأنا نصادفه مؤخرًا بكثرة خلال تصفحنا لمعظم العناوين المرتبطة بالعالم الرقمي، أو حتى أرض الواقع. كما أن طرح هذا المفهوم بكافة مفاصله لم يكن من باب الصدفة في ظل الثورة الرقمية التي نعيشها حاليًا، حيث بات بإمكان الجيل الحالي الوصول إلى المعارف والمعلومات بسرعة أكبر بكثير مقارنةً بأي جيل سابق، فشبكة الإنترنت تتيح للجميع اليوم الحصول على إجابة أي سؤال يخطر على بال إنسان! من هنا، أصبح من الضروري مواكبة هذا التطور المعرفي الهائل من خلال السعي لاكتساب جملة من المهارات التي تؤهلنا لتوظيف هذه المعلومات والمعارف بسرعة وبالشكل الأمثل.

إن "الاكتساب السريع للمهارات" ليس بالأمر الصعب، بل على العكس تماماً، فكل ما يتوجب عليك فعله هو تحديد المهارة التي ترغب بإتقانها، والبحث عن أفضل الطرق لممارستها، ومن ثم تخصيص الوقت الكافي للتدرب عليها إلى أن يصل أداؤك بها إلى المستوى المطلوب.

الطريق لاكتساب المهارة

إن إتقان أي مهارة يشمل عدة خطوات رئيسية للوصول إلى النتيجة المرجوة إلا وهي:

  • تقسيم مسيرة تعلم المهارة إلى عدة مسارات تقودك لتعلم ما يسمى بالمهارات الفرعية.
  • إتقان كل مهارة فرعية بدرجة تتيح لك القدرة على التّدرّب وتصحيح أخطائك بنفسك أثناء الممارسة.
  • تخطي كافة العقبات التي قد تعترضك واجعلها حافزًا لك وانظر إلى فرص تطورك في هذه المهارة من خلال التحديات.
  • ممارسة المهارات الفرعية لفترة كافية لا تقل عن عشرين ساعة.

اكتساب المهارة والتدريب

هناك فرق شاسع ما بين اكتساب المهارة والتدريب، فالمصطلح الأخير يشير إلى العمل على تحسين مستوى مهارة اكتسبتها بشكل مسبق، وهو أمر بديهي يتمّ اللجوء إليه عند رغبتك في تحسين هذا المستوى للوصول إلى الاحترافية. بالمقابل، لا يمكن إتمام عملية التدريب بالشكل الأمثل والمفيد دون اكتساب قدر معين من المهارات. وعليه نجد بأن اكتساب المهارة هي ممارسة لابدّ منها بالدرجة الأولى قبل الانتقال إلى مرحلة التدريب.

مبادئ اكتساب المهارة

لا توجد معايير توجيهية محددة تحكم مسيرة اكتسابك للمهارة، بل مجموعة مبادئ أو نقاط انطلاق من شأنها تسهيل وصولك إلى هذه الغاية، وفيما يلي أبرز هذه المبادئ:

1. اختيار المهارة المناسبة

ينبغي التركيز على اكتساب مهارة ضرورية ومحببة إلى نفسك، وتحقيق هذا الشرط من شأنه اختصار الوقت المطلوب منك لاكتسابها. فعلى سبيل المثال، تعلم اللغة الفرنسية يمكن أن يكون أمر ممتع بالنسبة لك، لكنها ليست مهارة مطلوب إتقانها لتطوير مهاراتك في بيئة العمل.

2. تخصيص الجهد والوقت

لعل من أكثر الأخطاء شيوعًا عند السعي لاكتساب مهارة ما يكمن في محاولة اكتساب الكثير من المهارات في ذات الوقت. فاكتساب كل مهارة بحاجة إلى قدر معين من الوقت والجهد كي تتمكن من اكتسابها. أي إذا كان بإمكانك تخصيص ساعة من الزمن يوميًا في سبيل تعلم مهارة جديدة، وقمت بتوزيعها على تعلم خمس أو ست مهارات مختلفة، فلن تتمكن من تحقيق أي تحسن ملحوظ أثناء اكتسابك لأي من هذه المهارات.

3. تحديد مستوى المهارة المطلوب

ينبغي تحديد المستوى المطلوب لإتقان المهارة التي تصبو لتحقيقها، وما الذي تسعى لإنجازه من وراء اكتساب هذه المهارة الجديدةبالمستوى الحالي. فالدقة في تحديد مستوى اكتساب المهارة المطلوبة من شأنه تسريع مسيرة إتقانك لهذه المهارة. أما تحديد مستوى الإتقان المطلوب فإنه يستند على بالدرجة الأولى على السبب الرئيسي لاختيارك اكتساب هذه المهارة.

4. السرعة في الأداء

عليك التركيز على مبدأ السرعة في الأداء عند البدء باكتساب أي مهارة جديدة، فمهما بلغ مستوى إتقان المرء للمهارة لن يصل إلى الكمال. فبدلاً من التركيز على المثالية في الأداء، توجه نحو السرعة في الأداء مع الحفاظ على درجة الجودة المقبولة. كما أن التدرّب على السرعة في الأداء من شأنه تسريع وتيرة إنجازك للمهام والوظائف.

 

لذا يجدر بنا القول أنه مهما كانت الطريقة المتبعة للتعلم سواءً كانت عبر دورات إفتراضية على الإنترنت، أو دورات في المعاهد والجامعات، أو حتى من خلال متابعة مقاطع الفيديو على اليوتيوب والمصادر المفتوحة على شبكة الإنترنت، فإن رحلة التعلم بحاجة للوقت الكافي، وعليك الاستمتاع بكل لحظة من لحظاتها إن أردت الوصول إلى الهدف المنشود، وتحسين مهاراتك وقدراتك بما يتماشى والعالم المتغير من حولنا.

إضاءات ذات صلة

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات