"نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنيات غير المسبوقة وآفاق نمو غير محدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، في حال تم استخدامها على النحو الأمثل، أن تجنّب العالم الكثير من المضار وتجلب للعالم الكثير من الفوائد الضخمة." - صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود
كما يمكن استخلاصه من كلمات سموه، نحن نعيش في أوقات تستثمر فيها المملكة العربية السعودية بكثافة في التكنولوجيا في جميع القطاعات. في طليعة هذا الاستثمار هي الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA). تم إطلاق SDAIA في عام 2019، و الهدف منها هو الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات. تطمح الهيئة إلى إطلاق القيمة الكامنة للبيانات باعتبارها ثروة وطنية لتحقيق طموحات رؤية 2030 من خلال تحديد التوجه الاستراتيجي للبيانات والذكاء الاصطناعي والإشراف على تحقيقه عبر حوكمة البيانات، وتوفير الإمكانات المتعلقة بالبيانات والقدرات الاستشرافية، وتعزيزها بالابتكار المتواصل في مجال الذكاء الاصطناعي.
في ضوء هذا الاستثمار المتزايد في البيانات، يتزايد الطلب على علماء البيانات المتميزين. إذا كنت تفكر في هذا المسار الوظيفي، فإن كفة الميزان حاليا في صالحك و بشدة. في مشروع بحثي أجرته مؤسسة Endeavor لرسم خرائط قطاع التكنولوجيا في الرياض، كانت إحدى النتائج الرئيسية أنه على الرغم من امتلاك المملكة العربية السعودية القدرة على أن تصبح مركزًا إقليميًا لريادة الأعمال التقنية في الشرق الأوسط ، فإن أحد أكبر التحديات التي تعرقل هذا النمو هي الحاجة إلى توظيف المواهب التقنية من خارج المملكة العربية السعودية.
ولكن ما هو عالم البيانات و كيف يصبح متميزا؟
مصطلح عالم البيانات هو مصطلح واسع، ولكن بشكل عام عالم البيانات هو شخص ماهر في الإحصاء ولديه القدرة على إنشاء نماذج لحل المشكلات. هم أيضًا ماهرون في الرياضيات وعلوم الكمبيوتر والبرمجة. و يجدر التنويه على أن علماء البيانات ليسوا مجرد إحصائيين أو مبرمجين، فإلى جانب الفهم العميق للمجال وامتلاكهم لعقل تحليلي متمرس في الإحصاء والبرمجة، فإن لديهم أيضًا فضول متأصل لحل المشكلات.
إذا، كيف يصبح عالم البيانات متميزا؟ وفقا للخبراء، فإن مزيجا من المهارات الصعبة و الناعمة هو المطلوب.
الرياضيات والإحصاء ليسوا مجرد أرقام. إن امتلاك المهارات الرياضية والإحصائية يعني على سبيل المثال لا الحصر امتلاك التفكير النقدي والقدرة على حل المشكلات والتفكير التحليلي والتفكير الكمي والقدرة على معالجة الأفكار الدقيقة والمعقدة وبناء الحجج المنطقية وكشف الحجج غير المنطقية. و كل ذلك جزء لا يتجزأ من عمل عالم البيانات.
يعمل التعلم الآلي على تغيير عملية التنقيب عن البيانات وتفسيرها. لقد استبدلت التقنيات الإحصائية التقليدية بمجموعات تلقائية أكثر دقة من الأساليب العامة. ببساطة، يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل كميات كبيرة من البيانات، مما يسهل مهام علماء البيانات. لكن كلنا نعلم جيدًا أنه حيث توجد التكنولوجيا وارد وقوع الخلل. ولهذا السبب يجب أن يكون لدى عالم البيانات معرفة عميقة بالتعلم الآلي بحيث يكون قادرا على تقييم التعلم الآلي والتدخل لحل المشكلات الغير متوقعة.
أن تكون عالم بيانات يعني أن تتاح لك الفرصة للعمل على دفق مستمر من الألغاز الجديدة والصعبة، و يتطلب منك الفضول والإبداع والمثابرة حتى تتمكن من حلها.
الآن، هل تعتقد أنه يمكنك أن تكون عالم بيانات متميز؟ نحن نعلم أنه يمكنك ذلك ولدينا خبر سار لك. من خلال الاشتراك في برنامج مسك لعلوم البيانات، يمكنك أن تسرع رحلتك المهنية وتسلح نفسك بالمهارات اللازمة لتلبية متطلبات صناعة المستقبل والاقتصاد سريع التغير.
