أهمية مهارات التخاطب في مكان العمل

للحديث فن وأسلوب
هناك عدة أسباب تجعل بعض الأشخاص يتقدمون بسرعة أكبر من غيرهم في حياتهم المهنية، والبلاغة الشفهية من أكثرها أهمية.

"تكلّم حتى أراك!" جملة من الممكن أنك سمعتها أو وجّهت إليك من قبل معلم في فصل مزدحم، لكنها أيضا مقولة مشهورة تاريخيًا قصد بها الفيلسوف اليوناني سقراط أحد تلامذته. و لأنه سقراط، رفض الناس تفسير العبارة تفسيرا بسيطًا حرفيا على مدى التاريخ، بل نظروا إليها ببعد فلسفي عميق، في دلالة على العلاقة بين البلاغة الشفهية و إثبات الوجود، لكن سواءا كان سقراط يقصد ذلك أو أنه كان ببساطة يبحث عن تلميذ له وسط غوغاء بهو المدرسة، فهذا لا ينفي الحكمة من العبارة البسيطة إذا تم تأملها، فكم من شخصية مشهورة لم تكن لتعرفها سوى بسبب شيء قالته؟
إذاً يمكننا نتفق أن هناك علاقة حقيقية بين مهارات التخاطب و إثبات الشخصية، و كل مجال في الحياة يستدعي إثبات شخصيتك و وجودك وإلا سينتهي بك المطاف كشخص مسيّر غير مسموع، و مثل هؤلاء الأفراد لا يمكن أن يكونوا قادة للتغيير. 

أهمية مهارات التخاطب في مكان العمل

للحديث فن وأسلوب والتحدث هو مهارة من أهم مهارات التواصل لاسيما في بيئة العمل. إذا كنت من مفضلي الصمت إليك ستة أسباب من جلين لوبيس، كاتب في مجلة فوربس للأعمال، التي قد تدعوك إلى إعادة النظر: 

  • الأداء التنظيمي:

يبدأ أدائك في العمل في التضاؤل عندما لا يُسمع صوتك، حيث يغذي الحديث المناقشة والتفكير الجماعي الإبداعي. من المهم مناقشة القضايا بصراحة من أجل الحصول على المداخلات والتعليقات ودعوة منظور مخالف. عندما تعبر عن رأيك، يقدم من حولك مداخلات يمكنك تقييمها بعد ذلك أثناء اتخاذ قراراتك النهائية التي تؤثر على خطة عملك، فهذه المحادثات قد تتحول إلى بحث هادف يساعد مؤسستك على تحقيق نتائج أداء أكثر استدامة.

  • كسب الاحترام:

عندما تعبر عن رأيك بشكل ثابت، فإنك تصنع لنفسك صوتّا و تبدأ في كسب احترام الذين من حولك، خصوصّا أولئك الذين ليست لديهم الشجاعة للتعبير عن أنفسهم، و لكن مع هذه الفرصة تأتي مسؤولية، لذلك كن حذرًا حيال الصوت الذي تصنعه وكيف تديره. كن استراتيجًا، عبر عن نفسك و لكن لا تتكلم فقط لمجرد الكلام أو بغرض لفت الأنظار، فبذلك تفقد صوتك قوته. 

  • عزز نفوذك: 

في كثير من الأحيان يكون الشخص الذي يتمتع بصوت قوي و ثابت هو الشخص الذي يُطلب منه قيادة اجتماع أو بدء مشروع جديد أو إقناع أصحاب السلطة للمضي قدمًا في مشروع ما. اكتشاف صوتك يربطك بالأصوات البارزة الأخرى في المؤسسة.

  • فرص غير متوقعة:

على سبيل المثال، سمعك شخص ما تتحدث في اجتماع ووجد النقطة التي طرحتها قيمة بما يكفي لمشاركتها مع رئيس الشركة. كموظف مبتدئ في شركة كبيرة قد يبدو هذا بعيد المنال لكنه يحصل طول الوقت في الواقع. مهارات التخاطب الفعّال تسمح باكتشاف موهبتك وتخلق فرصًا لم تكن للتوافر لك دونها.

  • عزز علامتك التجارية:

إذا كنت استراتيجيا في التعبير عن نفسك فسوف يلاحظك الآخرون وستزداد ثقتهم بك لأن علامتك التجارية تحدد كفاءتك والقيمة التي تضيفها إلى أي مشروع تعمل عليه. فما الذي الذي تريد أن تعرف به؟

  • سرّع مسيرتك المهنية:

هناك عدة أسباب تجعل بعض الأشخاص يتقدمون بسرعة أكبر من غيرهم في حياتهم المهنية، والبلاغة الشفهية من أكثرها أهمية. هؤلاء المتقدمين أتقنوا فن التخاطب من خلال امتلاك أصوات متزنة يحترمها زملائهم ويقدرونها. صوتهم: 1) يمكّن المنظمة، 2) يتحدى الوضع الراهن ويحفز الابتكار، 3) يلهم أولئك الذين ليس لديهم صوت، 4) يزيد من أهمية الشركة في السوق، 5) يوفر القيادة ويكسب الثقة في الصناعة التي يخدمون بها.

التخاطب من منظور علمي هي عملية إدراكية تتضمن دافعّا أو استثارة نفسية لدى المتحدث ثم مضمونّا أو فكرة يعبر عنها، وهي كذلك وسيلة الفرد للتعبير عن مشاعره وآرائه وأفكاره وأداة التواصل الأولى، و تزداد أهمية مهارات التخاطب حسب السياق، و في بيئة العمل بالتحديد، سواء في اجتماع أو مناسبة أو في مناقشة قضية أو في حل لمشكلة. للتخاطب أسلوب ومهارات قد تكون موهبة فطرية عند البعض والبعض الآخر يحتاج أن يسعى لتطويرها، لحسن الحظ فهي مثل غيرها من المهارات، تستطيع أن تتعلمها إن عزمت على ذلك.

إضاءات ذات صلة

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات