شهر رمضان المبارك هو وقت العبادة والصلاة والصوم. وهو أيضًا الفترة التي ينقلب فيها كل شيء: فيصبح نهارنا ليلًا وليلنا نهارًا.
لذلك، كيف نحافظ على تركيزنا وصبرنا أمام هذه التغيرات؟
قد يبدو شهر رمضان مليئًا بالتحديات لإنجاز الأهداف والتخطيط لموائد الإفطار والتجمعات العائلية والعادات والتقاليد الأخرى. إليك بعض الأمور التي تضمن الحفاظ على إنتاجيتك أثناء الصوم خلال الشهر الفضيل.
لا تفوّت السحور أبدًا
قد يكون الاستيقاظ باكرًا لتناول السحور صعبًا على معظمنا، خصوصًا إذا كنت تعيش لوحدك بعيدًا عن عائلتك التي تشجعك على تناول الطعام. كما أن الحاجة إلى إعداد الطعام بنفسك قد تجعلك راغبًا في العودة إلى النوم وعدم تناول أي شيء.
لكن للحفاظ على طاقتك طوال اليوم، عليك تناول بعض الطعام لأن السحور هو بمثابة وجبة الإفطار والغداء معًا. ولتفادي الإحساس بالضعف والخمول، تناول الطعام المغذي لتشعر بالشبع لفترة طويلة. ولا تنس شرب الكثير من الماء كي لا تعاني من الجفاف. وذلك مصداقًا لقول رسولنا الكريم "تسحّروا فإن في السحور بركة".
لا تبخل بالنوم
خلال شهر رمضان، تتبدل أنماط نومنا كثيرًا ولا ننام لساعات كافية. لكن الحرمان من النوم قد يزيد شعورك بالجوع (بسبب انخفاض هرمون الشهية المعروف باللبتين)، ويجعلك أقل قدرة على اتخاذ القرارات ويزيد من احتمال تعرضك للحوادث.
تختلف تقنيات النوم الممكن اعتمادها خلال شهر رمضان بين شخص وآخر. ولا يعني ذلك بالضرورة تحويل النهار إلى ليل، أو العكس:
احرص على العمل بذكاء من دون تعب
قد يكون الصوم أكبر اختبار للصبر. فالإحساس بالجوع والعطش يجعلك متوترًا جدًا. لا تحاول هدر طاقتك، لاسيما وأنك لا تملك الطاقة المعتادة!
لا تبدّد طاقتك على المسائل الموجودة في أسفل قائمة أولوياتك أو خارج دائرة سيطرتك. وسواء كنت تدرس أو تعمل في النهار، حدد الأمور التي تهدر وقتك وطاقتك لتتمكن من تركيز طاقتك العقلية على الأشياء المهمة.
اكتشفنا في الأشهر الأخيرة قوة التكنولوجيا وبرامج المراسلة والفيديو مثل Zoom و Slack وغيرها الكثير، وعليك استخدامها. اختصر وقت التحضير، وقلل من وقت القيادة / التنقل والجهد البدني من خلال المشاركة في الاجتماعات أو الحصص الدراسية الافتراضية.
تعاون مع أشخاص منتجين
شارك في الحوارات المحلية والعالمية من خلال التعاون مع أشخاص منتجين يلهمونك لمتابعة أعمالك. إذا كنت تبحث عن منصة للقاء المزيد من الأشخاص وتسخير الإبداع، انضم إلى برامج مسك المجتمع وكُن من المنتجين في مجتمعك.
تحرّك لشحن طاقتك
قد يبدو الأمر غير منطقي، لكن التمارين الرياضية تمنحك الطاقة اللازمة لنهارك، وتساعد على إفراز الإندورفينات في الجسم مما يحسّن مزاجك ويجعلك تشعر بالحماس. حاول ممارسة التمارين الخفيفة قبل الإفطار مباشرة، مثل المشي الذي يشعرك بالانتعاش ويمنحك جرعة من الهواء النقي. يمكنك أيضًا ممارسة الرياضة بعد الإفطار ولكن قبل الوجبة الرئيسية أو قبل السحور مباشرةً إذا كنت لا تمانع الاستيقاظ باكرًا.
التخطيط مهم لإنجاز كل ما سبق
بعد أيام قليلة من حلول شهر رمضان المبارك، ستعرف الأوقات التي يكون فيها أداؤك عاليًا وتشعر خلالها بالنشاط والتركيز الذهني، ولذلك خصص تلك الأوقات لإنجاز أهم واجباتك. وفي الساعات التي ينخفض فيها أداؤك، خذ قيلولة أو أنجز النشاطات الخفيفة. حاول ممارسة التمارين الرياضية قبل ساعة من أي لقاء أو اجتماع للحصول على جرعة طاقة إضافية في الوقت المناسب.
وهنا أيضًا ينطبق مبدأ القليل كثير. معرفة ما تتعامل معه بالضبط يحرر عقلك ويحافظ على طاقة جسمك.
الاستراحة ضرورية
خذ استراحة بين الحين والآخر. فمن السهل الإحساس بالتعب أثناء الصيام. وكلما حاولت إجبار نفسك على العمل بقوة أكبر، ترتفع هرمونات التوتر لديك وتشعر بجوع وإرهاق أكبر. لذا، استرخِ أو اقرأ كتابًا أو تأمل أو افعل شيئًا يساعدك على الاسترخاء.
رمضان هو شهر التأمل والروحانية وشحذ الهمم، وعليك التعاطي مع صيامك والأيام القادمة بشكل إيجابي. تذكر أن العادات والطقوس التي تعتمدها خلال هذا الشهر الفضيل قد تتحول إلى عادات تجعلك إنسانًا أفضل في السنوات القادمة.
هل استمتعت بقراءة هذه المقالة؟
شاركنا رأيك أو أسئلتك على
