ثماني نصائح عملية للحفاظ على الإنتاجية خلال العمل من المنزل

إحداث توازن إيجابي بين العمل والحياة
العمل من المنزل شكّل للكثير منا في عام 2020 تحديًا فريدًا من نوعه. إنّ ما يحقق لك أقصى استفادة من وقتك هو ترتيب مكان العمل في المنزل ليلبي متطلباتك الجديدة، وتنسيق جداول زمنية، وشراء الأدوات اللازمة، ومعرفة متى تباشر في العمل ومتى تتوقف.

ها قد مرّ ما يقارب العام منذ بدء العمل عن بعد، ولا يبدو أن الوضع سيتغير في المستقبل القريب، حيث أوجد العمل عن بعد -كنتيجة لجائحة كورونا- العديد من التحديات الفريدة لأصحاب العمل والموظفين على حد سواء.

 

كانت السعودية مستعدة بشكل نسبي للتحول إلى العمل عن بُعد خلال فترة الإغلاق بعد جائحة كورونا، على عكس بقية الدول التي كانت أقل جاهزية للعمل الرقمي، ومن الأرجح أن العمل عن بعد وجِد ليبقى. وتسلِّط التقارير الضوء على أن جائحة كوفيد-19 قد طورت طرقًا جديدة للعمل عن بعد في السعودية، والحقيقة أنّ العمل من المنزل لم يكن سيئًا بالكامل، بل على العكس يعد التحول السعودي ناجحًا رغم كل التحديات التي وجدت، كالفروق بين المرحلتين وصولًا إلى تطبيقات الأعمال من المنزل.

لقد أصبح عملك برمته من المنزل، وبشكل مؤكد فقدت خلال ذلك تواصلك البشري وافتقدت زملاءك كثيرًا. لكن من وجهة نظر أخرى هناك جانبٌ مشرقٌ للأمر؛ لقد تم تقليل تنقلاتك إلى الصفر فلم تعد تعاني من الازدحام المروري الصباحي، كما أنّك قد وفرت الكثير من المال، وأصبحت قادرًا على قضاء المزيد من الوقت مع العائلة أيضًا، ويكفي أن معظم اجتماعاتك بات بإمكانك إتمامها بمكالمة عوضًا عن اللقاء الشخصي.

الآن مكتبك بات جاهزًا، وأصبحت تتبع روتينًا خاصًا للعمل من المنزل، واكتسبت أيضًا مهارة مكالمات الزووم. من ناحية ثانية قد يعاني البعض -ولحين عودتنا إلى مكاتبنا في مكان العمل بشكل كامل- من اضطراب شهير يدعى وباء الجدار الذي يسببه عدم تلبية احتياجاتنا الفيزيولوجية والنفسية وتحكّمنا في بيئتنا وأهدافنا، مما يؤثر على نمونا النفسي الطبيعي، وعلى الحاجات التي تلبى عادة من خلال التفاعل مع العائلة والأصدقاء والجيران وزملاء العمل في الأوقات الطبيعية.

 

أنت لا تعرف تمامًا ما إذا كان وضع العمل من المنزل سيستمر لمدة أطول، وعلى أية حال يجب أن يكون هدفنا تحقيق الاستفادة التامة من يوم عملنا، واستغلال وقتنا بشكل فعال، وتلبية تلك الحاجات النفسية الضرورية دائمًا.


 كيفية تصميم مساحة عمل فعالة في المنزل

  • وضع جدول زمني والالتزام به

لتحقيق أقصى استفادة من يومنا وعملنا، علينا اتباع روتين يومي منتظم؛ ذلك سيتيح لنا التحكم بأوقات عملنا في المنزل.

لذا ضع خطة والتزم بها

وحدد الوقت الذي ستدخل فيه مكتبك، وأضف فترات للراحة، واعرف بدقة متى ستضغط على زر إيقاف التشغيل في شاشتك وتنهي عملك. وبمجرد ما تضيف فترات الراحة على تقويمك، لن تكون هناك فرصة للاجتماعات المفاجئة. ومن شأن هذا الفصل بكل وضوح بين ساعات العمل وساعات الراحة.

  • تجهيز بعض الأدوات الإضافية

إذا كنت ما تزال تجلس على طاولة المطبخ ولم تقم بإعداد مكتبك الخاص للعمل من المنزل فقد حان الوقت لذلك الآن، كإضافة بعض الأدوات التي تزيد من إنتاجية العمل.

وهو حل عملي وممتع بالوقت نفسه، ولكي يصبح مكانك مثاليًا عليك إحضار كرسي مكتبي خاص وطاولة تضعها في غرفة منفصلة، تتوفر فيها شبكة إنترنت سريعة وإضاءة جيدة.

وقد تحتاج إلى المزيد من الأدوات الأخرى، فإذا كنت تجري الكثير من المكالمات عليك استخدام سماعة رأس لاسلكية. 

أما الاهتمام براحة ظهرك سيكون بوضع وسادة أو دعامة خاصة، ولأجل التقدم أكثر في العمل، عليك إضافة طابعة أو شاشة أو ماسح ضوئي حسب احتياجاتك.

  • تغيير ثقافة مكان العمل

يستطيع أصحاب العمل والموظفون العمل معًا لخلق ثقافة عمل مرنة، والمساعدة في تحقيق الرضا الوظيفي. يُظهر تقرير "الدروس المستفادة من الإغلاق السعودي" أن أماكن العمل يمكن أن تكون مرنة و"لامركزية تقريبًا" مع تحقيق الإنتاجية. فمع تطبيق الإجراءات الصحيحة، يمكنك تمكين فريقك ليصبح أكثر إبداعًا وإنتاجية؛ بدءًا من إدارة الفريق وبرامج التطوير ووصولًا إلى التطبيقات التي تستخدمها، يمكنك إعادة التفكير في كل شيء بهدف تطوير مهارة العمل عن بعد.

  •  تطوير المهارات

عادة ما يقطع عملك بالاجتماعات والمحادثات والحركة بين المكاتب، لكن العمل من المنزل يوفر لك وقتًا إضافيًا للاستفادة منه.

إن تطوير مهاراتك واستخدام الأدوات اللازمة المتاحة؛ سيؤدي إلى زيادة أدائك وتحسينه. ومن ناحية أخرى، تتوفر في سوق المملكة العربية السعودية مجموعة واسعة من برامج تطوير المهارات، وفي مختلف القطاعات، وهي مصممة لمساعدتك على تحسين مهاراتك وأنت في منزلك.

  • الاستمرارية في الحركة

 يضم العمل في المكتب العادي روتينًا من التنقلات العديدة، مثل تناول الغداء في مطعم قريب والقيام بمشاوير عديدة من وإلى المكتب، أو إلى المطبخ وغرف الاجتماعات، كل هذه التحركات الكثيرة ستختفي فجأة من روتين حياتك في العمل. لذا عليك اكتشاف طرق ممتعة للقيام بتمرينات جسدية في المنزل.

إنّ التمرينات الصباحية تعطيك دفعة إيجابية من الإندورفين على مدار اليوم وستشعر بسعادة القيام بها، بدلًا من تأجيلها إلى وقت لاحق، أو إيجاد الأعذار لتجنبها نهائيًا.

 ابدأ بالأساسيات مثل اليوغا، أو تمارين الإطالة الصباحية لمساعدتك على تصفية ذهنك لاستقبال يوم حافل بالأعمال. أما البديل عن تمرينات اليوغا إن لم تكن تمارسها، فهو المشي والحركة من حين لآخر، والحديث مع من حولك سيغير نفسيتك ويمنحك الصحة والحيوية.

  • استخدام تطبيقات تنظيم الوقت للتحكم بوقتك

تختلف طريقة عملك في المكتب عن طريقة عملك في المنزل، فأنت في البيت قد تكون محاطًا بالعائلة والضوضاء والكثير من الأشياء الأخرى مما يجعل عملك أقل كفاءة .لذا حمّل تطبيقات تنظيم الوقت المفيدة بدأت هذه التطبيقات في الظهور هذا العام كوسيلة لتحسين الإنتاجية، وهي ستساعدك في تحديد المدة التي تستغرقها كل مهمة وإدارة إنتاج عمل الفريق، كما تقوم بعضها بإعداد فواتير العملاء بدقة بناءً على نوعية كل مشروع.

هذه التطبيقات مفيدة للاستخدام الشخصي ورواد الأعمال والعاملين لحسابهم الخاص؛ وتعد منظمات الوقت من أكثر التقنيات المنزلية فائدة ومنفعة. 

  • القراءة وتنشيط العقل

اقرأ كتبًا عن القيادة، ومقالاتٍ تتعلق بعملك واختصاصك، أيضًا يمكنك قراءة كتب عن تنمية الشخصية، أو اختر منها ما يلقي الضوء على قصص رواد الأعمال. كذلك قراءة تقارير ومقالات عما يفعله الشباب السعودي في حياتهم العملية في كل المجالات، ومعرفة ما يحدث في مجتمعك المحلي سيكون نافعًا لك بكل تأكيد.

فالعالم مستمر في التحول والتطور، وخاصة الأعمال السعودية، إنّها في مرحلة ازدهار ونمو دائمين، لذا تظل القراءة هي أفضل فرصة لك للبقاء على اطلاع دائم ومعرفة شاملة. وإن لم تكن من محبي القراءة، فهناك حل: يمكنك الاستماع، حيث يوجد المئات من ملفات البودكاست الإقليمية المذهلة والمتوفرة عبر متاجر تطبيقات آبل و بلاي  بالإضافة لإحدى أكبر المكتبات الرقمية في العالم المتوفرة على اوديبل، والتي تضم قصص أعمال ملهمة لتحفيزك.

 

  • البقاء على اتصال

البعض كان محظوظًا بالبقاء مع عائلته في فترة الإغلاق، والبعض الآخر لم يتسنّ له ذلك.

والحقيقة أن تحقيق أفضل إنتاج في عملك لا يتحقق إن لم تشعر بالرضا في كل جوانب حياتك. لذلك ورغم أن نصائح اليوم تفيدك في الناحية العملية كإعداد مساحة العمل والروتين الجديد وغيره، لكن من المهم أيضًا ألا تهمل الناحية العاطفية. فإذا لم تكن مع أحبائك أو لا تستطيع رؤية الأصدقاء، فعليك إجراء محادثة فيديو والاستمرار بتواصلك مع الآخرين، لأن الشعور بالانتماء يساعدك على تحقيق إنتاجية أفضل والسعادة الشاملة مهمة جدًا قبل أي شيء آخر.

 

  

هل استمتعت بقراءة هذه المقالة؟
شاركنا برأيك أو أسئلتك على
[email protected]

 

 

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات