تعرّف على ما قدمته المملكة للمساهمة في الاستدامة

كيف تقوم المملكة العربية السعودية بتطبيق مفهوم الاستدامة
أطلقت المملكة العربية السعودية العديد من المبادرات والمشاريع التي ساهمت بدورها في الاستدامة ضمن رؤية ٢٠٣٠، لنتعرَّف على بعضها في هذا المقال.

تُعد الاستدامة هدفًا أساسيًا من أهداف رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠، فبعد أن قام ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان  بإطلاقها في عام ٢٠١٦م ، وَضعت المملكة الاستدامة كحجر أساسي لها عبر التركيز على كلٍ من الاستدامات البيئية والاجتماعية والاقتصادية.

بدأ تنفيذ أهداف الخطة عام ٢٠١٧م بعد إطلاق مبادرة الملك سلمان للطاقة المتجددة التي تهدف لصناعة الطاقة المتجددة وإنشاء الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير "سرك"، واستمرت المملكة في تقدُّمها نحو الاستدامة بعد أن أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمراً ملكياً بإنشاء مجلس للمحميات الملكية وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيئة في عام ٢٠١٨م . وبعد ذلك انضمت المملكة إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية بعام ٢٠١٩م ، ومن ثمَّ تم إنشاء عدد من المراكز البيئية الوطنية، وإطلاق مشروع الرياض الخضراء الذي يهدف إلى زيادة نسبة المساحات الخضراء الإجمالية في المملكة من خلال نشر وتكثيف التشجير في كافة مناطق المدينة ومختلف أرجائها، مع تحقيق الاستغلال الأمثل للمياه المعالجة في أعمال الري وأنشطة الإدارة المتكاملة للنفايات وإعادة تدويرها في الرياض.

واستمرت المملكة في سعيِها نحو تطبيق الاستدامة عبر تبنِّيها لمبادرة الاقتصاد الدائري للكربون في عام ٢٠٢٠م وإنشاء القوات الخاصة للحماية البيئية، كما قامت المملكة بإنشاء صندوق أبحاث الطاقة والبيئة بالعام ذاته، والذي يهدف إلى المساهمة بالاستدامة المالية للبيئة والأرصاد عبر توفير كافة الإمكانيات اللازمة الداعمة لها، إضافةً للاستثمار في رأس المال ودعم البرامج والدراسات والمبادرات البيئية التي بدورها تقوم بتحفيز التقنيات الصديقة للبيئة.

كما تم تدشين المزيد من المشاريع في عام ٢٠٢١م ، كإطلاق مشروع السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر من بعده، بهدف تقليل انبعاثات الكربون وزراعة ١٠ مليار شجرة في جميع أنحاء المملكة لحماية ٣٠% من المناطق البحرية والبرية. وتم أيضًا إطلاق محطة "سكاكا" للطاقة الشمسية والتي تتكون من ١.٢ مليون لوح شمسي، وإطلاق محطة دومة الجندل لطاقة الرياح، وإدراج جزر فرسان ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي في "اليونسكو".

وعلينا أيضًا أن نذكُر بعضًا من المبادرات العديدة التي سيتم تطبيقُها في "نيوم"، فهي تُعتبر الصورة الأفضل لتوظيف استخدام الطاقة بالشكل المثالي، حيث تهدف لاستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر والطاقة الذكية لخلق بيئة أكثر استدامة. فالاستدامة هي جوهر "نيوم"؛ بدءًا من تصميمها وحتى وسائل التنقُّل بها لتكون مثالاً تقتدي به المدن في عالمنا الحالي وفي المُستقبل لتطبيق مفهوم الاستدامة وتغيير مفاهيم التغذية.

صور الاستدامة:

قد يعتقد البعض أن الاستدامة متعلقة بالبيئة فقط، أو أنها مجرَّد استراتيجية للوصول لهدفٍ مُعيّن، أو أنها مُكلفة وأن نتائجها مؤقتة، ولكن صور الاستدامة كثيرة جداً، ومنها:

الاستدامة البيئية:

وهي حماية البيئة عن طريق التقليل من استخدام الموارد غير القابلة للتدوير لخلق بيئة نظيفة خالية من انبعاثات الكربون، ويجب علينا أن نقوم بدورنا للحفاظ عليها عن طريق الحد من السلوكيَّات التي تسبب هذه المشاكل وأن نتعاون فيما بيننا لنوفّر لأنفسنا وللأجيال القادمة بيئة مستدامة وصحّية.

الاستدامة الاجتماعية:

وتتم عن طريق تطوير سُبل التعليم والرعاية الصحية وتمكين المجتمع من اتخاذ قرارات تساعد على تطوير المجتمع. فالتعليم يلعب دوراً كبيراً في هذا، وذلك عبر تسخير التكنولوجيا والعلوم عامَّةً سواء كانت صحيةً أو اقتصاديّةً أو اجتماعية لضمان الاستدامة في المُجتمع.

الاستدامة الاقتصادية:

وتُركّز على استخدام الطاقة الطبيعية بشكل أكبر بدلًا من استخدام الطاقات الصناعية. ويتم من خلالها توظيف العديد من الاستراتيجيات لضمان الاستدامة الاقتصادية، مثل التشجيع على إعادة التدوير واتباع الأنشطة المستدامة.

ساهم في استدامتنا:

هنالك العديد من الطُرق التي تُمكّنك من الإسهام في الاستدامة، وتوفّر المُبادرات فُرص عمل عديدة في مُختلف المجالات؛ فعلى سبيل المثال، إن كنت ترغب في أن تكون جزءاً من رحلة نيوم ومستقبل الاستدامة، يمكنك الانضمام إلى أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم، حيث يدعو الموقع أصحاب المواهب إلى التقديم في مجموعة متنوعة من الصناعات والمجالات التي تحتوي على العديد من برامج التطوير لتمكين القوى العاملة المتنوعة داخليًا وفي الخارج لتحفيزهم على التعلم والازدهار.

علاوة على ذلك، أضافت الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير قسماً جديداً تحت عنوان "انضم إلينا   " يساعد الُمنضمين على رفع الملف التعريفي الخاص بهم ويمكنهم البحث عمّا يرغبون من مبادرات.

وفيما يتعلّق بالباحثين عن العمل بمجال الاستدامة فيوجد العديد من الفرص التي تساعدهم على ذلك، فقد قامت "هارفارد بزنس ريفيو" بإسداء نصيحة تقول من خلالها أن بداية الطريق لتحقيق أي هدف هي توطيد شبكة العلاقات الشخصية، حيث يقدّم ذلك دعمًا كبيرًا يعمل على تسهيل اكتساب الخبرات في مجال الاستدامة. كما ويوجد العديد من شبكات العلاقات التي تهتم بمجال الاستدامة عالميًا ومحليًا، ومنها ما يستهدف المُهتمّين من المبتدئين بدء رحلتهم في هذا المجال .

تعد الاستدامة من أهم الأمور التي يجب على المجتمع تحقيقها، حيث أنها تُسهم بعمل الأنظمة الطبيعية وتوفير ما تحتاجه البيئة لكي تكون مُتَّزنة وصالحة للعيش. فيجب علينا أن نكون أكثر حرصًا على المحافظة على البيئة لضمان استمرارية يُسر العيش فيها للأجيال الحالية والقادمة، والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠.  

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات