كيف تبحث عن الموجّه المثالي لصقل خبرتك العملية؟

ابحث عن الشخص المناسب لدعم تطورك الوظيفي
أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعملون مع شخص يتمتع بالخبرة وحسن المعاملة ويكون لهم بمثابة الموجّه والمرشد، يصبح لديهم فرصة أكبر لتحقيق النجاح والتقدم في حياتهم المهنية. إلا أن الرحلة المهنية تختلف من شخص لآخر وتعتبر تجربة فردية فريدة من نوعها، لذا خذ وقتك في اختيار رفيق الدرب والمرشد المناسب لك. فيما يلي بعض الأفكار التي قد تساعدك.

هل سبق لك أن مررت بموقف احتجت فيه إلى اتخاذ قرار صعب وترددت في اختيار الطريق الأنسب خوفًا من الوقوع في الخطأ؟ نعم، حدث هذا الموقف معنا جميعًا من قبل. لذا، أحيانًا نحتاج إلى رأي آخر، إلى من يرشدنا إلى الطريق الصحيح أو القرار الصائب، حتى لو كان هذا القرار يصعب علينا تنفيذه.

ببساطة، هذا هو مفهوم "الموجّه" في الحياة المهنية. ولكن يختلف الموجّه عن المدرب أو الكفيل، فالموجّه هو ذلك الشخص الذي تثق به، والذي يتعامل معك معاملة حسنة ويتمتع بخبرة كبيرة في مجاله، مما يؤهله لاتخاذ القرارات السليمة غالبًا. 

 

عادة ما يعترف معظم الأشخاص الناجحين بالفضل الكبير لموجّه واحد على الأقل في حياتهم المهنية، وكيف كان له من الأثر الإيجابي الذي أثرى رحلتهم ومنحهم الدعم والتوجيه خلال تلك الرحلة. عندما تعمل مع أحد هؤلاء الموجّهين، فإنك تكتسب الكثير من الخبرات العملية الرائعة التي تستمر معك طوال الحياة، مما يوفر لك الدعم المثالي لاتخاذ القرارات المهمة بجرأة أكبر، ويعزز ثقتك بنفسك. بل والأغرب، فإن هؤلاء الأشخاص، يتمتعون بقدرة مذهلة على مساعدتك في اكتشاف مواهبك الطبيعية. فمن خلال نصائحهم القيمة النابعة من واقع تجاربهم الخاصة، فهم يعملون على توجيهك وتمكينك من إبراز نقاط قوتك وتنميتها.

 

كما تعد تجربة العمل مع مثل هذا الموجّه تجربة مثمرة وقيّمة للغاية، في حال أردت تغيير مسارك الوظيفي أو تحقيق مزيد من النمو في وظيفتك الحالية، حيث يمكنك الاستفادة من نظرته الثاقبة والتعلم من أساليبه في التفاوض والتعرف على كيفية الاستفادة من الفرص وتجنب الأخطاء وتحديد الأهداف في الحياة الوظيفية وغيرها الكثير.

 

أثبتت الأبحاث أيضًا أن الأشخاص الذين يكون لديهم مثل هذا الموجّه، هم الأسرع في الحصول على الترقية في وظائفهم والأعلى راتبًا والأكثر سعادةً في حياتهم المهنية.

 

ولكن كيف لك أن تعثر على الموجّه المناسب لاحتياجاتك في سوق العمل السعودية، كيف لك أن تجد الشخص الذي ’يفهمك‘ حقًا، بينما يقدم ملاحظات صادقة عن نقاط قوتك وضعفك؟

 

فيما يلي بعض المؤشرات التي يجب مراعاتها قبل البدء بالبحث:

 

ابدأ أولًا بالتعرف على الصفات التي يجب أن تكون (أو ألا تكون) بالموجّه

الموجّه هو مستشارك الموثوق، هو ذلك الشخص الذي يساعدك ويرشدك، ويكون بمثابة المشجع الدائم، سواء أثناء انتقالك إلى منصب جديد في العمل أو حين تقرر اتخاذ خطوة جريئة في حياتك المهنية.

 

غالبًا ما يكون الموجّه قائدًا مميزًا، وصل إلى منصب قيادي مهم، مما يمكنه من مساعدتك على اكتساب المهارات الأساسية، وتقديم المشورة لك بشأن التحديات وتقديم الدعم اللازم عندما تواجه القرارات المهمة.

 

وفقًا لدراسة برنامج مسك لتمكين الشباب في قمة شباب العشرين، فإن الشباب يريد أن يتعلم كيف يؤثر على العالم بشكل إيجابي واكتساب المهارات التي تساعدهم في وظائفهم بصورة تعود بالنفع على المجتمع. وبما أن الشباب السعودي يتطلع بشدة إلى الإرشاد الوظيفي والقيادي، فإننا نقترح اللجوء إلى قاماتنا السعودية البارزة من قادة الأعمال من الشباب والشابات، لمد يد العون للشباب والعمل كموجهين ومرشدين لهم.

 

 

حدد أي نوع من الموجهين تحتاج

قد يكون الموجّه مجرد زميل لك في العمل، ولكن بشكل عام، من الأفضل أن يكون شخص يفوقك في الخبرة بعدة سنوات، مرت عليه تجارب أكثر منك. فكر في شخص تحترم سماته الشخصية وإنجازاته ومكانته وأسلوبه.

 

نصيحة مهمة: تزدهر حاليًا بيئة الأعمال السعودية بمجموعة من المواهب المذهلة التي تمثل قدوة استثنائية، وبالرغم من ذلك قد يكون موجّهك المثالي هو جارك، أو صاحب شركة محلية صغيرة ناجحة، أو عم صديقك الذي تحترمه وتتطلع إليه. فالهدف هو أن تجد الشخص الذي تتواصل معه بكل سهولة والذي يساعدك على اكتشاف أفضل ما لديك.

 

دوّن أهدافًا محددة

ما هي الأهداف التي حددتها وتتمنى أن يساعدك موجّهك على تحقيقها؟ هل تريد المساعدة في تغيير مجال عملك إلى آخر مليء بالتحديات أم تريد تحسين نقطة ضعف معينة لديك حاليًا أو على الأقل التغلب على ما يعوقك من إحراز النجاح الذي تحلم بتحقيقه؟

 

تقول شيخة البحر، وهي ضمن قائمة أقوى 100 سيدة أعمال عربية: "حدد الهدف وابحث عن موجّه وتعلم قدر الإمكان. اعتمد معايير عالمية، احتضن عقلية مهنية ولا تخش أن يُنظر إليك كشخص حازم".

 

من المفيد التركيز على الأهداف الصغيرة سهلة التحقيق والتي تساهم جميعها في اكتمال الصورة الكبيرة. يجب أن يكون لدى موجّهك القدرة على فهم رؤيتك وخطتك لتحقيق تلك الرؤية. اكتب هذه الأهداف الصغيرة في ورقة بحسب ترتيب أهمية كل منها. قد تستمر علاقتك بموجّهك لبضع سنوات أو أكثر، لذا يمكنك الاستمرار في إضافة المزيد من الأهداف إلى هذه القائمة مع الوقت، مما يوسع مجال المناقشة مع موجّهك.

تجنب البحث عن نسخة أخرى منك

عادة ما تُملي علينا الطبيعة البشرية البحث عن الأشخاص الذين يمكننا التواصل معهم بكل سهولة للحصول على المساعدة، ولكن احذر قد تفوتك فرصة الاستفادة الكاملة. لا تحد نفسك بالبحث عن موجّه يكون صورة طبق الأصل منك، بل اختره من خلفية مختلفة عنك. ويساعدك هذا النهج على التطور على المستوى الشخصي والمهني. اختر شخصًا يتعامل مع مجالات عمل مختلفة عن مجالك أو حتى قطاع مختلف تمامًا.

 

استخدم شبكة معارفك للعثور على الموجّه المناسب

يعد برنامج زمالة مسك مكانًا ممتازًا لبدء البحث، إذ جمع البرنامج شخصيات بارزة للمساعدة في إرشاد الجيل القادم والمشاركة في التغيير الإيجابي السعودي. يمكنك الانضمام إلى شبكة مسك كمتدرب للحصول على الدعم والنصائح القيمة من الأشخاص الذي كانوا مكانك من قبل.

 

كما تفيد أيضًا بعض منصات التواصل الاجتماعي مثل LinkedIn، حيث يعلن أحيانًا الأشخاص في المناصب العليا عن استعدادهم لتقديم التوجيه والإرشاد. كما هو الحال في جميع جوانب حياتك المهنية، كلما تعمقت في البحث والدراسة، زادت فرصك في النجاح.

 

باختصار.. قد يغير الموّجه حياتك للأفضل!

يأتي النجاح الذي نحققه في حياتنا بفضل مقابلة الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب. وبالعمل مع موّجه يرشدك، فإنك ستكون أكثر تحكمًا في زمام الأمور.

 

ولكن لا تتسرع! ابحث عن الشخص المثالي بالنسبة لك، وعندما تجده التزم بعلاقة طويلة الأمد ومفيدة للطرفين، فإنك لن تكتسب المعرفة وتستفيد من النصائح الاستثنائية فحسب، بل ستكتسب صديقًا رائعًا يشاركك رحلتك المهنية ويثريها.

 

 

 

هل استمتعت بقراءة هذه المقالة؟

شاركنا برأيك أو أسئلتك على

[email protected]

 

إضاءات ذات صلة

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات