التطوع وتنمية الموارد البشرية

إعداد: عدنان الغامدي- مارس 2024

جمعية علوم للبحث والتطوير

يعتبر التطوع وتنمية الموارد البشرية في القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية أمرًا مهمًا وضروريًا لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الخدمات الاجتماعية والتنموية في المجتمع. يلعب القطاع غير الربحي دورًا حيويًا في تقديم الخدمات والمساعدة للفئات المحتاجة وتحقيق التنمية المجتمعية. في هذا المقال سنستعرض الصورة العامة عن التطوع وأهمية تنمية الموارد البشرية في المنظمات غير الربحية.

أهمية التطوع وتنمية الموارد البشرية في القطاع غير الربحي:

أولاً، تعزيز التعاون والتضامن المجتمعي: يساهم التطوع في تعزيز روح التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع وتعزيز الروابط الاجتماعية.

ثانياً، تنمية المهارات والقدرات الشخصية: يوفر التطوع فرصًا لتطوير المهارات والقدرات الشخصية للمتطوعين، مما يساعدهم في تحقيق التطور الشخصي والمهني.

ثالثاً، تعزيز الانتماء والهوية الوطنية: يعزز التطوع الانتماء والهوية الوطنية للمتطوعين ويعكس حبهم وولائهم لبلدهم ورغبتهم في المساهمة في تطويره.

رابعاً، تحسين جودة الحياة: يساهم التطوع في تحسين جودة الحياة للأفراد والمجتمع بشكل عام من خلال تقديم الخدمات والدعم للفئات المحتاجة.

بعض الإنجازات والأرقام المهمة في مجال التطوع وتنمية الموارد البشرية في القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية:

- زيادة عدد المتطوعين: وفقًا لتقرير المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، ارتفع عدد المتطوعين في المملكة العربية السعودية بشكل كبير جداً حيث بلغ عدد المتطوعين 843,300 متطوع بنهاية عام 2023، كما تم تقديم أكثر من 500 ألف فرصة تطوعية وأكثر من 50 مليون ساعة تطوعية.

- توسيع نطاق الخدمات: تم توسيع نطاق الخدمات التي يقدمها القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية لتشمل مجالات متنوعة مثل التعليم والأبحاث، والصحة، والبيئة، والثقافة حيث وصلت نسبة المنظمات المتخصصة إلى أكثر من 85% من إجمالي المنظمات.

- تطوير البرامج والمشاريع: تم تطوير العديد من البرامج والمشاريع التي تهدف إلى تعزيز التطوع وتنمية الموارد البشرية في مجال التطوع وتنمية الموارد البشرية في القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية.

وبلا أدنى شك إن تطوير المتطوعين والقدرات البشرية في المنظمات غير الربحية يعتبر أمرًا ضروريًا لصناعة أثر مستدام وتحقيق العائد الاقتصادي. يلعب المتطوعون دورًا حيويًا في تعزيز القدرات البشرية وتطوير المجتمعات، ويساهموا في تحقيق التنمية المستدامة والاستدامة الاقتصادية. فيما يلي تفصيل حول كيفية تطوير المتطوعين والقدرات البشرية في المنظمات غير الربحية وأهميتهم لصناعة الأثر المستدام والعائد الاقتصادي:

أولاً، توفير التدريب والتطوير:

   - يجب على المنظمات غير الربحية توفير فرص التدريب والتطوير للمتطوعين، حيث يمكنهم اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة لأداء مهامهم بفعالية.

   - يمكن تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتعزيز مهارات المتطوعين في مجالات مثل الاتصالات، وإدارة المشاريع، والقيادة، والتسويق، والتخطيط الاستراتيجي.

ثانياً، توفير فرص الاستشارة والتوجيه:

   - يمكن للمنظمات غير الربحية توفير فرص الاستشارة والتوجيه للمتطوعين، حيث يمكنهم الحصول على المشورة والإرشاد من خبراء في المجالات ذات الصلة.

   - يمكن توفير فرص المراجعة والتقييم المستمر لأداء المتطوعين وتقديم التوجيه والملاحظات لتحسين أدائهم.

ثالثاً، تشجيع التعلم المستمر:

   - يجب على المنظمات غير الربحية تشجيع المتطوعين على التعلم المستمر وتطوير مهاراتهم ومعرفتهم في مجالات العمل الخيري.

   - يمكن توفير فرص القراءة والبحث والمشاركة في ورش العمل والمؤتمرات لتعزيز المعرفة وتبادل الخبرات.

رابعاً، توفير فرص القيادة والمسؤولية:

   - يجدر بالمنظمات غير الربحية توفير فرص القيادة والمسؤولية للمتطوعين، حيث يمكنهم تطوير مهارات القيادة والتنظيم واتخاذ القرارات.

   - يمكن تكليف المتطوعين بمهام إدارية وقيادية لتعزيز قدراتهم وتطويرهم كقادة مستقبليين في المنظمات غير الربحية، يعتبر التطوع وتطوير القدرات البشرية جزءًا أساسيًا من عمل المنظمات غير الربحية، حيث يساهم في تعزيز القدرات الفردية والجماعية وتحقيق التنمية المستدامة.

أهمية تطوير المتطوعين والقدرات البشرية في المنظمات غير الربحية:

- تعزيز الكفاءة والفاعلية: يساهم تطوير المتطوعين وتنمية قدراتهم في زيادة كفاءتهم وفاعليتهم في أداء المهام الموكلة إليهم. وبالتالي، يتم تحقيق أهداف المنظمة بشكل أفضل وأكثر فعالية.

- تطوير المهارات والمعرفة: يوفر تطوير المتطوعين فرصًا لاكتساب المهارات والمعرفة الجديدة. يمكن للمتطوعين أن يتعلموا مهارات جديدة في مجالات مثل الإدارة، والتسويق، والاتصالات، والتخطيط الاستراتيجي، والقيادة. هذا يعزز تنمية شخصية المتطوع ويساهم في تحسين فرصهم في سوق العمل.

- تعزيز الثقة والانتماء: يعزز التطوع وتطوير القدرات البشرية شعور المتطوعين بالانتماء إلى المجتمع والمنظمة، يشعرون بالفخر والثقة بأنفسهم عندما يساهمون في تحقيق الخير والتغيير الاجتماعي.

في الختام: إن التطوع يصنع التجارب والخبرات وتنمية المتطوعين وكافة الموارد البشرية في المنظمات غير الربحية يزيد من نجاحها ويبرز أهمية ومسؤولية القطاع غير الربحي في التنمية المستدامة والمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي ونقل الصورة الإيجابية عن هذا القطاع الرابح والمميز والذي يعتبر أحد اهم عناصر رؤية المملكة 2030.