كيف يمكن للشراكة بين القطاعين العام والخاص تعزيز إمكانات القطاع الثالث في المملكة العربية السعودية؟

الشراكات قادرة على إفادة المجتمع السعودي في العديد من القطاعات
تهدف الحكومة السعودية إلى تمكين القطاع غير الربحي، المعروف أيضًا بالقطاع الثالث، جنبًا إلى جنب مع تعاون القطاع الخاص.

اقتصاد المملكة العربية السعودية يعتبر الأكبر في المنطقة العربية والشرق الاوسط، نظرا لأن المملكة تمتلك أكبر احتياطي نفط في العالم، ولكن مع انطلاق رؤية 2030 وسعيا لتحقيق أهم أهداف الرؤية قررت المملكة التركيز على الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط، بالإضافة لهدف الشراكة مع القطاع الخاص ودعم القطاع الثالث.

يبدأ الدعم من القطاع الحكومي والتعاون مع القطاع الخاص مما سينتج عنه نجاح للقطاعين سيؤدي لدعم أكبر للقطاع الثالث وتمكينه. بهذا التسلسل تنمي وتطور المملكة العربية السعودية خطتها التنموية. ونتيجة الوعي من المملكة بأهمية دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية ودعم من حكومة المملكة (القطاع العام) قامت بعقد شراكات مع القطاع الخاص ورواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة في كافة القطاعات منها التعليم ، الصحة ، الإسكان، والعمل.

فيما يلي بعض الأمثلة الناجحة للشراكة بين القطاعين العام والخاص في القطاع الثالث:

  • في قطاع العمل: برنامج تمكين. قامت المملكة بعقد اتفاق مع جهات لديها وظائف وفرص للتدريب، لتقديمها لمستفيدي الضمان الاجتماعي، حتى يتم تأهيلهم بصورة مباشرة لوظيفة مناسبة لهم والذي يقلل من اعتمادهم على الضمان الاجتماعي.
  • في قطاع الإسكان: برنامج شراكات. هي شراكة حيوية مع القطاع الخاص قامت بها وزارة الإسكان لتوفير حلول سكنية تناسب احتياجات المواطن وبأسعار تنافسية مدعومة.
  • في قطاع الصحة: الشراكة مع الشركة الوطنية للشراء الموحد للأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية (نوبكو) وذلك من خلال خدمة (وصفتي) الإلكترونية هي خدمة تهدف لتوفير وتسهيل الحصول على الأدوية للمستفيد عبر ربط المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية بالصيدليات الخاصة لتوفير الدواء مجاناً في أي مكان ووقت داخل المملكة العربية السعودية.
  • في قطاع التعليم: شراكة مع شركات خاصة بالعمل الخيري. وقعت وزارة التعليم من خلال مؤسسة تكافل الخيرية الغير ربحية عدد من الاتفاقيات مع القطاع الخاص لدعم الطلاب والطالبات المحتاجين ماديا في مدارس المملكة العربية السعودية. حيث قامت المؤسسة بتوزيع مساعدات عينية ومادية من خلال الدعم الذي تتلقاه المؤسسة من حكومة المملكة وشركاء المؤسسة من القطاع الخاص .

سيثمر هذا التعاون بين القطاع الأول والثاني بفوائد عدة منها:

  • تحقيق أحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030 التي تنص على تعظيم الأثر الاجتماعي للقطاع غير الربحي عبر دعمه وتطوير ورفع هذا القطاع في إجمالي الناتج المحلي إلى 5٪ خلال السنوات القادمة، ورفع نسبة مدخرات الأسر من إجمالي دخلها إلى 10٪.
  • تعزيز المسؤولية الاجتماعية لدى القطاع الخاص.
  • زيادة فرص العمل من خلال التعاقد مع الشركات لتدريب وتوظيف المستفيدين من القطاع الثالث.
  • التعاون بين القطاع العام والخاص سيضمن رفع جودة الخدمات المقدمة للمواطن.
  • والعديد من الفوائد التي ستعود بالنفع على الوطن والمواطن.

هناك كثير من الفرص التعاونية المستقبلية بين القطاعين الخاص والعام والتي ستؤثر على القطاع الثالث. مثل التعاون بين الجامعات والقطاع الخاص في مبادرة البحث العلمي في الجامعات والذي أطلقه مكتب البحث والتطوير بوزارة التعليم، ويتضمن مكتب تبادل التقنية والبحوث التعاونية بالإضافة الى برنامج نقل المعرفة والتحاق الباحثين بالقطاع الخاص الذي سيتم إطلاقه قريبا.

وفي قطاع النقل، هناك شراكة مع شركة هواوي. وقعت وزارة النقل مذكرة تفاهم مع شركة هواوي لتعزيز تبني تقنيات وأساليب التنقل الحديثة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية. سوف تساهم هذه الشراكة في تحقيق مستهدفات الرؤية من حيث تحسين أداء القطاع في نقل البضائع والركاب، وتحسين جودة الحياة في المملكة.

3 توصيات لنجاح الشراكة بين القطاعات الثلاث ورؤية النتائج المتوقعة:

  • وجود أنظمة وتشريعات تحكم هذه الشراكة وتنظم العلاقة بين القطاعات الثلاث.
  •  وجود أهداف ونتائج واضحة واقعية وقابلة للتحقيق.
  •  مراقبة جودة الخدمة أو المنتج المقدم للمواطن.

تهدف حكومة المملكة بدعم كل القطاعات والشراكة مع القطاع الخاص بطريقة تعود بالنفع على القطاع الثالث، وتساعد على تمكينه وتوسيعه في المجالات التنموية. هذه الشراكات تنفع المواطن أولاً وترفع جودة الحياة وتزيد فرص العمل وتنويع الاقتصاد. تقدم المملكة كل سبل الدعم لتحقيق الرؤية والتنمية المستدامة وكل مايصب في مصلحة الوطن والمواطن، وتحقيق الانجازات ورفعة الوطن الي مصاف الدول المتقدمة في المكانة التي تليق بالمملكة. 

إضاءات ذات صلة

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات